كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

وَآله وَسَلَّمَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ السَّابِقِ بِأَنَّ الْأَنَامِلَ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَات يَعْنِي أَنَّهُنَّ يَشْهَدْنَ بِذَلِكَ فَكَانَ عَقْدُهُنَّ بِالتَّسْبِيحِ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّة أَوْلَى مِنْ السُّبْحَة وَالْحَصَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيث حَسَن غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه مِنْ حَدِيث الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب .
1285 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَحَوَّلَ اِسْمَهَا )
: فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ
( لَوْ وُزِنَتْ )
: بِصِيغَةِ الْمُؤَنَّث الْمَجْهُول
( لَوَزَنَتْهُنَّ )
: أَيْ لَتَرَجَّحَتْ تِلْكَ الْكَلِمَات عَلَى جَمِيعِ أَذْكَارك وَزَادَتْ عَلَيْهِنَّ فِي الْأَجْر وَالثَّوَاب ، يُقَالُ وَازَنَهُ فَوَزَنَهُ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ وَزَادَ فِي الْوَزْن
( سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ )
: أَيْ بِحَمْدِهِ أَحْمَدُهُ
( عَدَدَ خَلْقِهِ )
: مَنْصُوب عَلَى نَزْع الْخَافِض أَيْ بِعَدَدِ كُلِّ وَاحِد مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ . وَقَالَ السُّيُوطِيّ نُصِبَ عَلَى الظَّرْف أَيْ قَدْر عَدَد خَلْقه
( وَرِضَاء نَفْسه )
: أَيْ أَقُولُ لَهُ التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ بِقَدْرِ مَا يُرْضِيه خَالِصًا مُخْلَصًا لَهُ ، فَالْمُرَادُ بِالنَّفْسِ ذَاته ، وَالْمَعْنَى اِبْتِغَاء وَجْهه
( وَزِنَةَ عَرْشِهِ )
: أَيْ أُسَبِّحُهُ وَأَحْمَدُهُ بِثِقَلِ عَرْشِهِ أَوْ بِمِقْدَارِ عَرْشِهِ
( وَمِدَاد كَلِمَاته )
: الْمِدَاد مَصْدَر مِثْل الْمَدَد وَهُوَ الزِّيَادَة وَالْكَثْرَة أَيْ بِمِقْدَارِ مَا يُسَاوِيهَا فِي الْكَثْرَة بِمِعْيَارٍ أَوْ كَيْل أَوْ وَزْن أَوْ مَا أَشْبَهَهُ مِنْ وُجُوه الْحَصْر وَالتَّقْدِير وَهَذَا تَمْثِيل يُرَادُ بِهِ التَّقْرِيب لِأَنَّ الْكَلَام لَا يَدْخُلُ فِي الْكَيْل @

الصفحة 369