كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

أَيْ عَلَى النَّعْمَاءِ وَالْآلَاءِ
( لَك ذَاكِرًا )
: فِي الْأَوْقَات وَالْآنَاء
( لَك رَاهِبًا )
: أَيْ خَائِفًا فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ . وَقَالَ اِبْنُ حَجَرٍ : أَيْ مُنْقَطِعًا عَنْ الْخَلْقِ
( لَك مِطْوَاعًا )
: بِكَسْرِ الْمِيمِ مِفْعَال لِلْمُبَالَغَةِ أَيْ كَثِير الطَّوْع وَهُوَ الِانْقِيَاد وَالطَّاعَة ، وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة مُطِيعًا أَيْ مُنْقَادًا
( إِلَيْك مُخْبِتًا )
قَالَ السُّيُوطِيُّ : هُوَ مِنْ الْإِخْبَاتِ وَهُوَ الْخُشُوع وَالتَّوَاضُع . اِنْتَهَى .
وَفِي الْمِرْقَاة أَيْ خَاضِعًا خَاشِعًا مُتَوَاضِعًا مِنْ الْخَبْت وَهُوَ الْمُطَمْئِنُ مِنْ الْأَرْض ، يُقَالُ أَخْبَتَ الرَّجُل إِذَا نَزَلَ الْخَبْت ، ثُمَّ اِسْتَعْمَلَ الْخَبْت اِسْتِعْمَال اللِّين وَالتَّوَاضُع . قَالَ تَعَالَى : { وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ } أَيْ اِطْمَأَنُّوا إِلَى ذِكْره
( أَوْ مُنِيبًا )
: شَكّ لِلرَّاوِي قَالَ فِي النِّهَايَة : الْإِنَابَة الرُّجُوع إِلَى اللَّه بِالتَّوْبَةِ يُقَالُ أَنَابَ إِذَا أَقْبَلَ وَرَجَعَ أَيْ إِلَيْك رَاجِعًا
( رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي )
: بِجَعْلِهَا صَحِيحَة بِشَرَائِطِهَا وَاسْتِجْمَاع آدَابهَا فَإِنَّهَا لَا تَتَخَلَّفُ عَنْ حَيِّزِ الْقَبُولِ . قَالَ تَعَالَى : { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَاده }
( وَاغْسِلْ حَوْبَتِي )
: بِفَتْحِ الْحَاء وَيُضَمُّ أَيْ اُمْحُ ذَنْبِي ، وَالْحُوب بِالضَّمِّ مَصْدَر وَالْحَاب الْإِثْمُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ مَزْجُورًا عَنْهُ، الْحُوب فِي الْأَصْل لِزَجْرِ الْإِبِلِ ، وَذَكَرَ الْمَصْدَر دُونَ الْإِثْمِ وَهُوَ إِذْ الْحُوبُ ، لِأَنَّ الِاسْتِبْرَاءَ مِنْ فِعْلِ الذَّنْبِ أَبْلَغُ مِنْهُ مِنْ نَفْسِ الذَّنْب
( وَأَجِبْ دَعْوَتِي )
: أَيْ دُعَائِي ، وَأَمَّا قَوْلُ اِبْن حَجَرٍ الْمَكِّيِّ ذُكِرَ لِأَنَّهُ مِنْ فَوَائِد قَبُول التَّوْبَة ، فَمُوهِمٌ أَنَّهُ لَا تُجَابُ دَعْوَةُ غَيْرِ التَّائِبِ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ لِمَا صَحَّ مِنْ أَنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا ، وَفِي رِوَايَة وَلَوْ كَانَ كَافِرًا
( وَثَبِّتْ حُجَّتِي )
: أَيْ عَلَى أَعْدَائِك فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى
( وَاهْدِ قَلْبِي )
: أَيْ إِلَى
مَعْرِفَة رَبِّي
( وَسَدِّدْ )
: أَيْ صَوِّبْ وَقَوِّمْ
( لِسَانِي )
: حَتَّى لَا يَنْطِقَ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَلَا يَتَكَلَّمَ@

الصفحة 376