كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

1294 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ الْأَغَرِّ )
: بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاء
( الْمُزَنِيِّ )
: نِسْبَة إِلَى قَبِيلَة مُزَيْنَة مُصَغَّرًا وَقِيلَ الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْكُتُب السِّتَّة سِوَى هَذَا الْحَدِيث ذَكَرَهُ مَيْرك
( لَيُغَانُ )
: بِضَمِّ الْيَاء بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنْ الْغَيْنِ وَأَصْله الْغَيْمُ لُغَة . قَالَ فِي النِّهَايَة : وَغِينَتْ السَّمَاءُ تُغَان إِذَا أَطْبَقَ عَلَيْهَا الْغَيْمُ ، وَقِيلَ الْغَيْن شَجَر مُلْتَفٌّ أَرَادَ مَا يَغْشَاهُ مِنْ السَّهْو الَّذِي لَا يَخْلُو مِنْهُ الْبَشَر لِأَنَّ قَلْبَهُ أَبَدًا كَانَ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ تَعَالَى ، فَإِنْ عَرَضَ لَهُ وَقْتًا مَا عَارِضٌ بَشَرِيٌّ يَشْغَلُهُ عَنْ أُمُور الْأُمَّةِ وَالْمِلَّة وَمَصَالِحهمَا عُدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا وَتَقْصِيرًا فَيَفْرُغُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ اِنْتَهَى .
وَقَالَ فِي الْمِرْقَاة : أَيْ يُطْبِقُ وَيَغْشَى أَوْ يَسْتُرُ وَيُغَطِّي عَلَى قَلْبِي عِنْد إِرَادَة رَبِّي اِنْتَهَى .
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ : هَذَا مِنْ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ . وَقَدْ وَقَفَ الْأَصْمَعِيُّ إِمَام اللُّغَة عَلَى تَفْسِيره وَقَالَ لَوْ كَانَ قَلْب غَيْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَكَلَّمْت عَلَيْهِ اِنْتَهَى .
قَالَ السِّنْدِيُّ : وَحَقِيقَتُهُ بِالنَّظَرِ إِلَى قَلْب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُدْرَى ، وَإِنَّ قَدْرَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِمَّا يَخْطِرُ فِي كَثِير مِنْ الْأَوْهَام فَالتَّفْوِيض فِي مِثْله أَحْسَنُ ، نَعَمْ الْقَدْر الْمَقْصُود بِالْإِفْهَامِ مَفْهُوم وَهُوَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْصُلُ لَهُ حَالَة دَاعِيَة إِلَى الِاسْتِغْفَارِ فَيَسْتَغْفِرُ كُلَّ يَوْمٍ مِائَة مَرَّة فَكَيْف غَيْره وَاَللَّهُ أَعْلَم
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .
1295 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ اِبْن عُمَرَ قَالَ إِنْ )
: مُخَفَّفَة مِنْ الْمُثَقَّلَة
( كُنَّا لَنَعُدُّ )
: اللَّام فَارِقَة
( لِرَسُولِ@

الصفحة 379