كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس ، وَبِهَذَا الْإِسْنَاد الثَّانِي أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْجُمُعَة وَفِي عَلَامَات النُّبُوَّة ، ذَكَرَهُ الْحَافِظ الْمِزِّيّ كَذَا فِي الشَّرْح
( فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبنَا )
إِلَخْ : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ إِذَا اِتَّفَقَ وُقُوع الِاسْتِسْقَاء يَوْم جُمُعَة اِنْدَرَجَتْ خُطْبَة الِاسْتِسْقَاء وَصَلَاتهَا فِي الْجُمُعَة ، وَقَدْ بَوَّبَ لِذَلِكَ الْبُخَارِيّ
( الْكُرَاع )
: بِضَمِّ الْكَاف : جَمَاعَة الْخَيْل
( الشَّاء )
: جَمْع شَاة
( لِمِثْلِ الزُّجَاجَة )
: أَيْ كِنَايَة عَنْ صَفَائِهَا
( عَزَالِيهَا )
: بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة ثُمَّ الزَّاي : جَمْع عَزْلَاء وَزْن حَمْرَاء فَم الْمَزَادَة الْأَسْفَل وَالْجَمْع الْعَزَالِي بِفَتْحِ اللَّام وَكَسْرهَا ، وَقَوْله أَرْسَلَتْ السَّمَاء عَزَالِيهَا إِشَارَة إِلَى شِدَّة وَقْع الْمَطَر عَلَى التَّشْبِيه بِنُزُولِهِ مِنْ أَفْوَاه الْمَزَادَات ، كَذَا فِي الْمِصْبَاح ، قُلْت : عَزْلَاء هُوَ فَم الْمَزَادَة الْأَسْفَل فَشَبَّهَ اِتِّسَاع الْمَطَر وَانْدِفَاقه بِاَلَّذِي يَخْرُج مِنْ الْمَزَادَة
( ثُمَّ قَالَ حَوَالَيْنَا )
: بِفَتْحِ اللَّام وَالْحَوَال وَالْحَوْل بِمَعْنَى الْجَانِب ، فَفِي رِوَايَة مُسْلِم حَوْلنَا ، وَعِنْد الْبُخَارِيّ وَأَبِي دَاوُد حَوَالَيْنَا تَثْنِيَة حَوَال وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَهُوَ ظَرْف يَتَعَلَّق بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيره اللَّهُمَّ أَنْزِلْ وَأَمْطِرْ حَوَالَيْنَا وَلَا تُنْزِلْ عَلَيْنَا ، وَالْمُرَاد بِهِ صَرْف الْمَطَر عَنْ الْأَبْنِيَة وَالدُّور
( وَلَا عَلَيْنَا )
: فِيهِ بَيَان لِلْمُرَادِ بِقَوْلِهِ حَوَالَيْنَا لِأَنَّهُ يَشْمَل الطُّرُق الَّتِي حَوْلهمْ فَأَرَادَ@

الصفحة 38