كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

( غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ )
: وَفِي نُسْخَة قَدْ فَرَّ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا فِي الْحِصْنِ أَيْ هَرَبَ
( مِنْ الزَّحْف )
قَالَ الطِّيبِيُّ : الزَّحْف الْجَيْش الْكَثِير الَّذِي يُرَى لِكَثْرَتِهِ كَأَنَّهُ يَزْحَفُ . قَالَ فِي النِّهَايَة : مِنْ زَحَفَ الصَّبِيُّ إِذَا دَبَّ عَلَى إِسْتِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا . وَقَالَ الْمُظْهِرُ : هُوَ اِجْتِمَاع الْجَيْش فِي وَجْه الْعَدُوّ أَيْ مِنْ حَرْب الْكُفَّارِ حَيْثُ لَا يَجُوزُ الْفِرَار بِأَنْ لَا يَزِيدَ الْكُفَّار عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِثْلَيْ عَدَد الْمُسْلِمِينَ وَلَا نَوَى التَّحَرُّف وَالتَّحَيُّز
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ غَرِيب لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه هَذَا آخِر كَلَامِهِ . وَوَقَعَ فِي كِتَاب أَبِي دَاوُدَ هِلَال بْن يَسَار بْن زَيْد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِالْهَاءِ ، وَوَقَعَ فِي كِتَاب التِّرْمِذِيّ وَغَيْره وَفِي بَعْض نُسَخ سُنَن أَبِي دَاوُدَ بِلَال بْن يَسَار بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة ، وَقَدْ أَشَارَ النَّاس إِلَى الْخِلَاف فِيهِ ، وَذَكَرَهُ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَم الصَّحَابَة بِالْيَاءِ وَقَالَ لَا أَعْلَمُ لِزَيْدِ مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيث ، وَذَكَرَ أَنَّ كُنْيَته أَبُو يَسَار بِالْيَاءِ التَّحْتَانِيَّة وَسِين مُهْمَلَة وَأَنَّهُ سَكَنَ الْمَدِينَة ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ الْكَبِير أَيْضًا بِالْبَاءِ ، وَذَكَرَ أَنَّ بِلَالًا سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ يَسَار وَأَنَّ يَسَارًا سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ زَيْدٍ .
1297 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ )
: أَيْ عِنْد صُدُورِ مَعْصِيَةٍ وَظُهُور بَلِيَّة ، أَوْ مَنْ دَاوَمَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ فِي كُلِّ نَفْسٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " طُوبَى لِمَنْ وُجِدَ فِي صَحِيفَتِهِ اِسْتِغْفَارًا كَثِيرًا " رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَن صَحِيح
( مِنْ كُلِّ@

الصفحة 381