كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

إِخْرَاجهَا بِقَوْلِهِ وَلَا عَلَيْنَا . قَالَ الطِّيبِيُّ : فِي إِدْخَال الْوَاو هُنَا مَعْنَى لَطِيف وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَوْ أَسْقَطَهَا لَكَانَ مُسْتَسْقِيًا لِلْآكَامِ وَمَا مَعَهَا فَقَطْ وَدُخُول الْوَاو يَقْتَضِي أَنَّ طَلَب الْمَطَر عَلَى الْمَذْكُورَات لَيْسَ مَقْصُودًا لِعَيْنِهِ وَلَكِنْ لِيَكُونَ وِقَايَة مِنْ أَذَى الْمَطَر فَلَيْسَتْ الْوَاو مُحَصِّلَة لِلْعَطْفِ وَلَكِنَّهَا لِلتَّعْلِيلِ ، كَقَوْلِهِمْ تَجُوع الْحُرَّة وَلَا تَأْكُل بِثَدْيَيْهَا ، فَإِنَّ الْجُوع لَيْسَ مَقْصُودًا لِعَيْنِهِ وَلَكِنْ لِيَكُونَ مَانِعًا مِنْ الرَّضَاع بِأُجْرَةٍ ، إِذْ كَانُوا يَكْرَهُونَ ذَلِكَ آنِفًا . اِنْتَهَى
( يَتَصَدَّع )
: أَيْ يَنْقَطِع وَيَتَفَرَّق
( كَأَنَّهُ إِكْلِيل )
: بِكَسْرِ الْهَمْزَة ، يُرِيد أَنَّ الْغَيْم تَقَشَّعَ وَاسْتَدَارَ فِي آفَاقهَا ؛ لِأنَّ الْإِكْلِيل يُجْعَل كَالْحَلْقَةِ وَيُوضَع عَلَى الرَّأْس وَهُوَ شِبْه عِصَابَة مُزَيَّنَة بِالْجَوْهَرِ ، كَذَا فِي النِّهَايَة ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ مُخْتَصَرًا .
( عَنْ أَنَس أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُول )
: قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ .
994 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه )
: أَيْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ
( قَالَ اللَّهُمَّ اِسْقِ )@

الصفحة 39