كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

: بِهَمْزَةِ الْوَصْل أَوْ الْقَطْع
( عِبَادك )
: يَشْمَل الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالْعَبِيد وَالْإِمَاء
( وَبَهَائِمك )
: أَيْ مِنْ جَمِيع دَوَابّ الْأَرْض وَحَشَرَاتهَا
( وَانْشُرْ )
: بِضَمِّ الشِّين أَيْ اُبْسُطْ ( وَأَحْيِي بَلَدك الْمَيِّت ) : أَيْ بِإِنْبَاتِ الْأَرْض بَعْد مَوْتهَا أَيْ يُبْسهَا ، وَفِي تَلْمِيح إِلَى قَوْله تَعَالَى { يُحْيِي بِهِ الْأَرْض بَعْد مَوْتهَا } قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَحَدِيث مَالِك الَّذِي ذَكَرَهُ فِيهِ عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَل .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ النَّوَوِيّ : يُقَال كَسَفَتْ الشَّمْس وَالْقَمَر بِفَتْحِ الْكَاف ، وَقَالَ فِي الْمِصْبَاح خَسَفَ الْقَمَر ذَهَبَ ضَوْءُهُ أَوْ نَقَصَ وَهُوَ الْكُسُوف أَيْضًا ، وَقَالَ ثَعْلَب : أَجْوَد الْكَلَام خَسَفَ الْقَمَر وَكَسَفَتْ الشَّمْس ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم : إِذَا ذَهَبَ بَعْض نُور الشَّمْس فَهُوَ الْكُسُوف وَإِذَا ذَهَبَ جَمِيعه فَهُوَ الْخُسُوف . اِنْتَهَى . وَعَقَدَ الْمُؤَلِّف هَذَا الْبَاب لِإِثْبَاتِ صَلَاة الْكُسُوف فَقَطْ ، وَأَمَّا الْبَاب الْآتِي فَلِبَيَانِ هَيْئَتهَا وَأَنْوَاعهَا . كَذَا فِي الشَّرْح .
قَالَ النَّوَوِيّ : وَاعْلَمْ أَنَّ صَلَاة الْكُسُوف رُوِيَتْ عَلَى أَوْجُه كَثِيرَة ، ذَكَرَ مُسْلِم مِنْهَا جُمْلَة وَأَبُو دَاوُد أُخْرَى وَغَيْرهمَا أُخْرَى . وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا سُنَّة . وَمَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَجُمْهُور الْعُلَمَاء أَنَّهُ يُسَنّ فِعْلهَا جَمَاعَة . وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ فُرَادَى . وَحُجَّة الْجُمْهُور الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي مُسْلِم وَغَيْره ، وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَتهَا ، فَالْمَشْهُور فِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ أَنَّهَا رَكْعَتَانِ ، فِي كُلّ رَكْعَة قِيَامَانِ وَقِرَاءَتَانِ وَرُكُوعَانِ ، وَأَمَّا السُّجُود فَسَجْدَتَانِ كَغَيْرِهِمَا ، وَسَوَاء تَمَادَى الْكُسُوف أَمْ لَا . وَبِهَذَا قَالَ مَالِك وَاللَّيْث وَأَحْمَد وَأَبُو ثَوْر وَجُمْهُور عُلَمَاء الْحِجَاز وَغَيْرهمْ وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ : هُمَا رَكْعَتَانِ كَسَائِرِ النَّوَافِل عَمَلًا بِظَاهِرِ حَدِيث جَابِر بْن سَمُرَة@

الصفحة 40