كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

( وَتَحَوُّل عَافِيَتك )
: بِضَمِّ الْوَاو الْمُشَدَّدَة أَيْ اِنْتِقَالهَا مِنْ السَّمْع وَالْبَصَر وَسَائِر الْأَعْضَاء . فَإِنْ قُلْت : مَا الْفَرْق بَيْن الزَّوَال وَالتَّحَوُّل ؟ قُلْت : الزَّوَال يُقَالُ فِي شَيْء كَانَ ثَابِتًا فِي شَيْء ثُمَّ فَارَقَهُ ، وَالتَّحَوُّل تَغَيُّرُ الشَّيْء وَانْفِصَاله عَنْ غَيْره ، فَمَعْنَى زَوَال النِّعْمَة ذَهَابهَا مِنْ غَيْر بَدَل ، وَتَحَوُّل الْعَافِيَة إِبْدَال الصِّحَّة بِالْمَرَضِ وَالْغِنَى بِالْفَقْرِ ، وَفِي بَعْض نُسَخ الْكِتَاب وَتَحْوِيل عَافِيَتك مِنْ بَاب التَّفْعِيل فَيَكُونُ مِنْ بَاب إِضَافَة الْمَصْدَر إِلَى مَفْعُوله
( وَفُجَاءَة نِقْمَتك )
: بِضَمِّ الْفَاء وَالْمَدِّ ، وَفِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِ الْفَاء وَسُكُون الْجِيم بِمَعْنَى الْبَغْتَة ، وَالنِّقْمَة بِكَسْرِ النُّون وَبِفَتْحٍ مَعَ سُكُون الْقَاف وَكَفَرْحَةِ الْمُكَافَأَة بِالْعُقُوبَةِ وَالِانْتِقَام بِالْغَضَبِ وَالْعَذَاب ، وَخَصَّهَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا أَشَدُّ
( وَجَمِيع سَخَطك )
: أَيْ مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ أَوْ جَمِيع آثَار غَضَبك
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .
1322 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( دُوَيْد بْن نَافِع )
: بِدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ مُصَغَّرًا . وَقِيلَ : أَوَّلُهُ مُعْجَمَة . كَذَا فِي التَّقْرِيب
( أَعُوذُ بِك مِنْ الشِّقَاق )
: أَيْ مِنْ مُخَالَفَة الْحَقّ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاق }
( وَالنِّفَاق )
: أَيْ إِظْهَار الْإِسْلَام وَإِبْطَان الْكُفْر وَقَالَ الطِّيبِيُّ : أَنْ تُظْهِرَ لِصَاحِبِك خِلَافَ مَا تُضْمِرُهُ ، وَقِيلَ : النِّفَاق فِي الْعَمَل بِكَثْرَةِ كَذِبِهِ وَخِيَانَة أَمَانَته وَخُلْف وَعْده وَالْفُجُور فِي مُخَاصَمَته
( وَسُوء الْأَخْلَاق )
: مِنْ عَطْف الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ : وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الْمَذْكُورَيْنِ أَوَّلًا أَعْظَم الْأَخْلَاق السَّيِّئَة لِأَنَّهُ يَسْرِي ضَرَرُهُمَا إِلَى الْغَيْر . ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَفِي إِسْنَاده بَقِيَّة بْن الْوَلِيد وَدُوَيْد بْن نَافِع وَفِيهِمَا مَقَالٌ .@

الصفحة 405