كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

يَخْتِمَ لَنَا وَلِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَجْعَلَ خَيْر أَيَّامِنَا لِقَاءَهُ اِنْتَهَى .
( أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلك مُدْبِرًا )
: أَيْ مُرْتَدًّا أَوْ مُدْبِرًا عَنْ ذِكْرِك وَمُقْبِلًا عَلَى غَيْرِك . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ فَارًّا ، وَتَبِعَهُ اِبْنُ حُجْرٍ الْمَكِّيُّ وَقَالَ إِدْبَارًا مُحَرَّمًا أَوْ مُطْلَقًا . قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ بَاب تَعْلِيم الْأُمَّة وَإِلَّا فَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّخَبُّطُ وَالْفِرَار مِنْ الزَّحْف وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَمْرَاض الْمُزْمِنَة
( أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا )
: فَعِيلَ بِمَعْنَى مَفْعُول مِنْ اللَّدْغ وَهُوَ يُسْتَعْمَلُ فِي ذَوَاتِ السُّمِّ مِنْ الْعَقْرَب وَالْحَيَّة وَنَحْوِهِمَا . وَقَيَّدَ بِالْمَوْتِ مِنْ اللَّدْغ فَلَا يُنَافِيهِ مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِير عَنْ عَلِيّ : " أَنَّهُ لَدَغَتْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَب وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَب لَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلَا غَيْرَهُ ، ثُمَّ دَعَا بِمَاء وَمِلْح فَحَمَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا أَيْ عَلَى مَوْضِع لَدْغِهَا وَيَقْرَأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس " قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . وَأَبُو الْيَسْر كَعْب بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَبَعْدهَا سِين مُهْمَلَة مَفْتُوحَة وَرَاء مُهْمَلَة .
( مَوْلَى لِأَبِي أَيُّوب )
: هُوَ صَيْفِيّ مَوْلَى أَفْلَحَ وَإِسْنَاد مَوْلَى إِلَى أَبِي أَيُّوب عَلَى سَبِيل الْمَجَاز لِأَنَّ الصَّيْفِيّ مَوْلَى أَفْلَحَ لَا مَوْلَى أَبِي أَيُّوب ، وَإِنَّمَا مَوْلَى أَبِي أَيُّوب هُوَ أَفْلَحُ كَمَا فِي كُتُب الرِّجَالِ ، لَكِنْ هَذَا يُخَالِفُ مَا فِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ فَإِنَّهُ رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الْفَضْل بْن مُوسَى وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بِلَفْظٍ عَنْ صَيْفِيّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوب كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود .@

الصفحة 411