كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

تَجَلَّتْ الشَّمْس )
: بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة وَتَشْدِيد اللَّام ، أَيْ صَفَتْ وَعَادَ نُورهَا
( لِمَوْتِ أَحَد )
: مِنْ النَّاس
( فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاة )
: أَيْ بَادِرُوا إِلَيْهَا . قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ بَادِرُوا بِالصَّلَاةِ وَأَسْرِعُوا إِلَيْهَا حَتَّى يَزُول عَنْكُمْ هَذَا الْعَارِض الَّذِي يُخَاف كَوْنه مُقَدِّمَة عَذَاب . اِنْتَهَى . وَفِيهِ بَيَان أَنَّ السُّنَّة أَنْ يُصَلَّى الْكُسُوف جَمَاعَة ، وَفِيهِ بَيَان أَنْ يَرْكَع فِي كُلّ رَكْعَة ثَلَاث رَكَعَات . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَأَصْحَاب الرَّأْي : يَرْكَع رَكْعَتَيْنِ فِي رَكْعَة رُكُوع وَاحِد كَسَائِرِ الصَّلَوَات . وَاخْتَلَفَتْ الرِّوَايَات فِي هَذَا الْبَاب ، فَرُوِيَ أَنَّهُ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي أَرْبَع رَكَعَات وَأَرْبَع سَجَدَات وَهُوَ مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل ، وَرُوِيَ أَنَّهُ رَكَعَهُمَا فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَع سَجَدَات ، وَرُوِيَ أَنَّهُ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سِتّ رَكَعَات وَأَرْبَع سَجَدَات ، وَرُوِيَ أَنَّهُ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي عَشْر رَكَعَات وَأَرْبَع سَجَدَات . وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ أَنْوَاعًا مِنْهَا ، وَيُشْبِه أَنْ يَكُون الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ أَنَّهُ صَلَّاهَا مَرَّات وَكَرَّات فَكَانَتْ إِذَا طَالَتْ مُدَّة الْكُسُوف مَدَّ فِي صَلَاته وَزَادَ فِي عَدَد الرُّكُوع ، وَإِذَا قَصُرَتْ نَقَصَ مِنْ ذَلِكَ ، وَكُلّ ذَلِكَ جَائِز يُصَلَّى عَلَى حَسَب الْحَال وَمِقْدَار الْحَاجَة فِيهِ . اِنْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ ، بِنَحْوِهِ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ مِنْ الْأَئِمَّة كَمَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَجُمْهُور عُلَمَاء الْحِجَاز .
( أَرْبَع رَكَعَات )
: أَيْ أَرْبَع رُكُوعَات فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَصَارَ فِي كُلّ رَكْعَة رُكُوعَانِ وَهَذَا هُوَ الرَّاجِح@

الصفحة 42