كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

عَلَى مِائَتَيْنِ )
: وَلَوْ وَاحِدَة
( فَإِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلَاث مِائَة فَفِي كُلّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ )
: فِي النَّيْل ظَاهِرُهُ أَنَّهُ لَا تَجِبُ الشَّاة الرَّابِعَة حَتَّى تَفِيَ أَرْبَع مِائَة ، وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور وَفِي رِوَايَة عَنْ أَحْمَد وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ إِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلَاثمِائَةِ وَاحِدَة وَجَبَتْ الْأَرْبَع اِنْتَهَى .
وَفِي شَرْح السُّنَّة : مَعْنَاهُ أَنْ تَزِيدَ مِائَة أُخْرَى فَتَصِيرُ أَرْبَعمِائَةِ فَيَجِبُ أَرْبَع شِيَاه ، وَهُوَ قَوْل عَامَّة أَهْل الْعِلْم . وَقَالَ الْحَسَن بْن صَالِح إِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلَاثمِائَةِ وَاحِدَة فَفِيهَا أَرْبَع شِيَاه اِنْتَهَى .
( هَرِمَة )
: بِفَتْحِ الْهَاء وَكَسْر الرَّاء هِيَ الْكَبِيرَةُ الَّتِي سَقَطَتْ أَسْنَانهَا
( وَلَا ذَات عَوَار )
: بِفَتْحِ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَضَمِّهَا أَيْ مَعِيبَة ، وَقِيلَ بِالْفَتْحِ الْعَيْب وَبِالضَّمِّ الْعَور
( وَلَا تَيْس الْغَنَم )
: بِتَاءِ فَوْقِيَّة مَفْتُوحَة ثُمَّ الْيَاء التَّحْتَانِيَّة وَهُوَ فَحْل الْغَنَمِ
( إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَدِّقُ )
: اُخْتُلِفَ فِي ضَبْطه فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ بِالتَّشْدِيدِ وَالْمُرَاد الْمَالِك وَهُوَ اِخْتِيَار أَبِي عُبَيْد . وَتَقْدِير الْحَدِيث : لَا تُؤْخَذُ هَرِمَة وَلَا ذَات عَيْب أَصْلًا وَلَا يُؤْخَذُ التَّيْس وَهُوَ فَحْل الْغَنَم إِلَّا بِرِضَا الْمَالِك لِكَوْنِهِ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَفِي أَخْذه بِغَيْرِ اِخْتِيَاره إِضْرَار بِهِ ، وَعَلَى هَذَا فَالِاسْتِثْنَاءُ مُخْتَصٌّ بِالثَّالِثِ . وَمِنْهُمْ مَنْ ضَبَطَهُ بِتَخْفِيفِ الصَّاد وَهُوَ السَّاعِي ، وَكَأَنَّهُ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى التَّفْوِيض إِلَيْهِ فِي اِجْتِهَاده لِكَوْنِهِ يَجْرِي مَجْرَى الْوَكِيل فَلَا يَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ الْمَصْلَحَة ، وَهَذَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِي الْبُوَيْطِيّ وَلَفْظه وَلَا تُؤْخَذ ذَات عَوَار ، وَلَا تَيْس وَلَا هَرِمَة ، إِلَّا أَنْ يَرَى الْمُصَدِّقَ أَنَّ ذَلِكَ أَفْضَل لِلْمَسَاكِينِ فَيَأْخُذُ عَلَى النَّظَر لَهُمْ كَذَا فِي فَتْح الْبَارِي
( وَلَا يَجْمَعْ بَيْن مُفْتَرَق )
إِلَخْ : قَالَ مَالِك فِي الْمُوَطَّأِ مَعْنَى هَذَا أَنْ يَكُونَ النَّفَرُ الثَّلَاثَة لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ شَاة وَجَبَتْ فِيهَا@

الصفحة 436