كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ كَتْم شَيْء عَنْ الْمُصَدِّقِينَ وَإِنْ ظَلَمُوا وَتَعَدَّوْا قَالَ اِبْن رَسْلَان : لَعَلَّ الْمُرَاد بِالْمَنْعِ مِنْ الْكَتْم أَنَّ مَا أَخَذَهُ السَّاعِي ظُلْمًا يَكُونُ فِي ذِمَّته لِرَبِّ الْمَال . فَإِنَّ قَدَرَ الْمَالِك عَلَى اِسْتِرْجَاعه مِنْهُ اِسْتَرْجَعَهُ وَإِلَّا اِسْتَقَرَّ فِي ذِمَّته .
( رَفَعَهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر )
: مَعْنَى هَذَا الْكَلَام أَنَّ فِي رِوَايَة حَمَّاد عَنْ أَيُّوب أَنَّ بَشِير بْن الْخَصَاصِيَّة قَالَ قُلْنَا وَلَمْ يَذْكُرْ لِمَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْل لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُونُ الْحَدِيث مَرْفُوعًا أَوْ لِلْخُلَفَاءِ بَعْده فَيَكُونُ مَوْقُوفًا . وَأَمَّا مَعْمَر عَنْ أَيُّوب فَصَرَّحَ فِي رِوَايَته أَنَّهُ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول اللَّه ، فَمَعْمَر عَنْ أَيُّوب رَفَعَهُ وَحَمَّاد عَنْ أَيُّوب لَمْ يَرْفَعْهُ وَاَللَّه أَعْلَم .
1354 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( جَابِر بْن عَتِيك )
: بِفَتْحِ الْعَيْن وَكَسْر التَّاء الْفَوْقِيَّة
( سَيَأْتِيكُمْ رَكْب )
: وَهُوَ اِسْم جَمْع لِلرَّاكِبِ أَيْ سُعَاة وَعُمَّال لِلزَّكَاةِ
( مُبَغَّضُونَ )
: بِفَتْحِ الْبَاء وَالْغَيْن الْمُشَدَّدَة أَيْ يُبْغَضُونَ طَبْعًا لَا شَرْعًا لِأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ مَحْبُوب قُلُوبهمْ . وَقِيلَ بِسُكُونِ الْبَاء وَفَتْح الْغَيْن الْمُخَفَّفَة أَيْ تَبْغُضُونَهُمْ لِأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ الْأَمْوَال
( فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهِمْ )
: أَيْ قُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا وَأَهْلًا وَسَهْلًا وَأَظْهِرُوا الْفَرَح @

الصفحة 471