كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

وَلِأَنَّ سَائِر مَا يَأْخُذُهُ الْإِمَام مِنْ الْكَفَّارَات وَالدُّيُون وَغَيْرهَا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِيهِ الدُّعَاء فَكَذَلِكَ الزَّكَاةُ . وَأَمَّا الْآيَة فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْوُجُوب خَاصًّا بِهِ ، لِكَوْنِ صَلَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَنًا لَهُمْ بِخِلَافِ غَيْره ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
جَمْع سِنّ بِمَعْنَى الْعُمْر وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ . قَالَ فِي اللِّسَان : وَجَمْعُهَا أَسْنَان لَا غَيْر . وَفِي حَدِيث عُثْمَان . وَجَاوَزَتُ أَسْنَان أَهْل بَيْتِي أَيْ أَعْمَارهمْ . وَالْمَعْنَى بَاب أَعْمَار الْإِبِل ، وَأَمَّا السِّنّ مِنْ الْفَم فَهِيَ مُؤَنَّثَة أَيْضًا وَجَمْعهَا الْأَسْنَان أَيْضًا ، مِثْل حِمْل وَأَحْمَال وَاَللَّه أَعْلَم .
( سَمِعْته مِنْ الرِّيَاشِيّ )
: بِكَسْرِ الرَّاء ثُمَّ الْيَاء التَّحْتَانِيَّة الْمُخَفَّفَة اِسْمُهُ عَبَّاس بْن الْفَرَج الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ وَثَّقَهُ اِبْن حِبَّان وَالْخَطِيب
( وَأَبِي حَاتِم )
الرَّازِيَُّ اِسْمه مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الْحَافِظ الْكَبِير رَوَى عَنْ اِبْن مَعِين وَأَحْمَد وَالْأَصْمَعِيّ وَجَمَاعَة . قَالَ النَّسَائِيُّ ثِقَة ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَانَ أَحَد الْأَئِمَّة الْحُفَّاظ الْأَثْبَات
( مِنْ كِتَاب النَّضْر بْن شُمَيْلٍ )
: الْكُوفِيّ النَّحْوِيّ وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين وَالنَّسَائِيُّ ، وَكِتَابه فِي غَرِيب الْحَدِيث
( وَمِنْ كِتَاب أَبِي عُبَيْد )
: الْقَاسِم بْن سَلَام الْبَغْدَادِيّ صَاحِب التَّصَانِيف . قَالَ أَبُو دَاوُدَ : ثِقَة مَأْمُون وَكِتَابُهُ فِي غَرِيب الْحَدِيث ،
( وَرُبَّمَا ذَكَرَ أَحَدُهُمْ )
: مِمَّنْ ذَكَرَ وَأَوْهَمَ الرِّيَاشِيّ وَأَبُو حَاتِم وَالنَّضْر وَأَبُو عُبَيْد
( الْكَلِمَة )
مَفْعُول ذَكَرَ أَيْ ذَكَرَ وَاحِد مِنْهُمْ بَعْض الْأَلْفَاظ وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْره . وَالْحَاصِل : أَنِّي أُحَرِّرُ الْأَلْفَاظ فِي تَفْسِير الْأَسْنَان آخِذًا مِنْ كَلَام هَؤُلَاءِ فَرُبَّمَا اِتَّفَقُوا جَمِيعهمْ عَلَى تَفْسِيرِ بَعْض الْأَلْفَاظ وَرُبَّمَا اِنْفَرَدَ بِهِ بَعْض دُون بَعْض وَلَكِنْ@

الصفحة 475