كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

وَلَيْسَ فِي صَدَقَات الْإِبِل مِنْ فَوْق الْجَذَعَة وَلَا يُجْزِئُ الْجَذَع مِنْ الْإِبِل فِي الْأَضَاحِيّ
( وَفُصُول الْأَسْنَان )
: أَيْ أَعْمَار الْإِبِل
( عِنْد طُلُوع سُهَيْل )
: بِضَمِّ السِّين قَالَ فِي لِسَان الْعَرَب : سُهَيْل كَوْكَب يَمَان . قَالَ الزُّهْرِيُّ : سُهَيْل كَوْكَب لَا يُرَى بِخُرَاسَانَ وَيُرَى بِالْعِرَاقِ . قَالَ اللَّيْث : بَلَغَنَا أَنَّ سُهَيْلًا كَانَ عَشَّارًا عَلَى طَرِيق الْيَمَن ظَلُومًا فَمَسَخَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَوْكَبًا . وَقَالَ اِبْن كِنَانَة : سُهَيْل يُرَى بِالْحِجَازِ وَفِي جَمِيع أَرْض الْعَرَب وَلَا يُرَى بِأَرْضِ أَرْمِينِيَّة ، وَبَيْن رُؤْيَة أَهْل الْحِجَاز سُهَيْلًا ، وَرُؤْيَة أَهْل الْعِرَاق إِيَّاهُ عِشْرُونَ يَوْمًا وَيُقَالُ إِنَّهُ يَطْلُعُ عِنْد نِتَاج الْإِبِل فَإِذَا حَالَتْ السَّنَة تَحَوَّلَتْ أَسْنَانُ الْإِبِل . وَالْمَعْنَى أَنَّ حِسَاب أَسْنَان الْإِبِل أَيْ أَعْمَارهَا عِنْد طُلُوع سُهَيْل لِأَنَّ سُهَيْلًا إِنَّمَا يَطْلُعُ فِي زَمَن نِتَاج الْإِبِل فَحِسَاب عُمْرهَا إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ زَمَن طُلُوعِهِ . فَالْإِبِل الَّتِي كَانَتْ اِبْن لَبُون تَصِيرُ عِنْد طُلُوع سُهَيْل حِقًّا ، وَقَلَّمَا تُنْتِجُ الْإِبِل غَيْر زَمَن طُلُوع سُهَيْل . فَالْإِبِل الَّتِي تَلِدُ فِي غَيْر زَمَنه لَا يُحْسَبُ سِنُّهَا مِنْ طُلُوع سُهَيْل بَلْ بِوِلَادَتِهَا وَإِلَيْهِ أَشَارَ الشَّاعِر
( إِذَا سُهَيْل )
: كَوْكَب يَمَان
( أَوَّل اللَّيْل )
: فِي فَصْل طُلُوعه
( طَلَعَ )
: وَفِي لِسَان الْعَرَب إِذَا سُهَيْل مَطْلَع الشَّمْس طَلَعَ : أَيْ لَفْظ مَطْلَع الشَّمْس بَدَل أَوَّل اللَّيْل ، لَكِنْ مَا نَقَلَهُ أَبُو دَاوُدَ أَحْسَن مِنْهُ لِأَنَّ مِنْ الْمَعْلُوم أَنَّ الْكَوَاكِبَ بِأَسْرِهَا تَطْلُعُ مَطْلَع الشَّمْس أَيْ جِهَة الْمَشْرِق فَلَا فَائِدَةَ فِي ذِكْرِهِ مَعَ قَوْلِهِ طَلَعَ بِخِلَافِ مَا فِي الْكِتَاب ، فَإِنَّ الْكَوَاكِب مُخْتَلِفَة الطُّلُوع فَبَعْضهَا تَطْلُعُ أَوَّل اللَّيْل وَبَعْضهَا وَسَطه وَبَعْضهَا آخِره فَذِكْرُهُ مُفِيدٌ .
وَاعْلَمْ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ أَبُو دَاوُدَ رَحِمَهُ اللَّه هَاهُنَا مِمَّا أَنْشَدَهُ الرِّيَاشِيّ ثَلَاث أَبْيَات أَحَدهَا قَوْله إِذَا سُهَيْل أَوَّل اللَّيْل طَلَعَ ، وَالثَّانِي فَابْن اللَّبُون الْحَقّ وَالْحَقّ جَذَع وَالثَّالِث لَمْ يَبْقَ مِنْ أَسْنَانهَا غَيْر الْهُبَع وَكُلّهَا مِنْ مَشْطُور الرَّجَز وَالْقَافِيَّة @

الصفحة 479