كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

الْقِبْلَة )
: بِالنَّصْبِ أَيْ جَلَسَ بَعْد الصَّلَاة كَجُلُوسِهِ فِيهَا يَعْنِي مُسْتَقْبِل الْقِبْلَة
( يَدْعُو حَتَّى اِنْجَلَى كُسُوفهَا )
: أَيْ اِنْكَشَفَ وَارْتَفَعَ . وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زِيَادَات الْمُسْنَد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ هَذَا سَنَد لَمْ يَحْتَجّ الشَّيْخَانِ بِمِثْلِهِ ، وَهَذَا تَوْهِين مِنْهُ لِلْحَدِيثِ بِأَنَّ سَنَده مِمَّا لَا يَصْلُح لِلِاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْد الشَّيْخَيْنِ لَا أَنَّهُ تَقْوِيَة لِلْحَدِيثِ وَتَعْظِيم لِشَأْنِهِ كَمَا فَهِمَهُ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن السَّكَن تَصْحِيح هَذَا الْحَدِيث ، وَقَالَ الْحَاكِم رُوَاته صَادِقُونَ وَفِي إِسْنَاده أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن عَبْد اللَّه الرَّازِيُّ . قَالَ الْفَلَّاس سَيِّئ الْحِفْظ ، وَقَالَ اِبْن الْمَدِينِيّ يَخْلِط ، وَقَالَ اِبْن مَعِين ثِقَة ، وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث الْقَائِلُونَ بِأَنَّ صَلَاة الْكُسُوف رَكْعَتَانِ فِي كُلّ رَكْعَة خَمْس رُكُوعَات وَاَللَّه أَعْلَم
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده أَبُو جَعْفَر وَاسْمه عِيسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مَاهَان الرَّازِيُّ وَفِيهِ مَقَال ، وَاخْتُلِفَ فِيهِ قَوْل اِبْن مَعِين وَابْن الْمَدِينِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ .
999 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: الْحَدِيث مَعَ كَوْنه فِي صَحِيح مُسْلِم وَمَعَ تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ لَهُ قَدْ قَالَ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه إِنَّهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ قَالَ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَة حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت عَنْ طَاوُسٍ وَلَمْ يَسْمَعهُ حَبِيب مِنْ طَاوُس وَحَبِيب مَعْرُوف بِالتَّدْلِيسِ وَلَمْ يُصَرِّح بِالسَّمَاعِ مِنْ طَاوُس ، وَقَدْ خَالَفَهُ سُلَيْمَان الْأَحْوَل فَوَقَفَهُ وَرَوَى عَنْ حُذَيْفَة نَحْوه قَالَهُ الْبَيْهَقِيُّ . وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ مِنْ جُمْلَة صِفَات صَلَاة الْكُسُوف رَكْعَتَيْنِ فِي كُلّ رَكْعَة أَرْبَعَة رُكُوعَات
( وَالْأُخْرَى@

الصفحة 48