كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

مُتَرَاكِب ، وَهَذَا عَلَى قَوْل غَيْر الْخَلِيل وَأُمًّا الْخَلِيلُ فَإِنَّهُ لَا يَعُدُّهُ شِعْرًا وَكَانَ الشِّعْر عِنْدَهُ مَا لَهُ مِصْرَاعَانِ وَعَرُوض وَضَرْب . أَصْل الرَّجَز مُسْتَفْعِلُنْ سِتّ مَرَّات وَهُوَ فِي الِاسْتِعْمَال يُسَدَّسُ تَارَة عَلَى الْأَصْل وَيُرَبَّعُ تَارَة أُخْرَى وَيُثَلَّثُ مَشْطُورًا ثَالِثَة ، وَسُمِّيَ الْمُثَلَّثُ مَشْطُورًا . وَالتَّفْصِيلُ فِي عِلْمَيْ الْعَرُوض وَالْقَوَافِي
( فَابْن اللَّبُون )
: الَّتِي دَخَلَتْ فِي الثَّالِثَة وَهُوَ مُبْتَدَأ
( الْحِقّ )
: الَّتِي دَخَلَتْ فِي الرَّابِعَة وَهُوَ خَبَره وَالْجُمْلَة جَوَاب الشَّرْط
( وَالْحِقّ )
: مُبْتَدَأ
( جَذَع )
: الَّتِي دَخَلَتْ فِي الْخَامِسَة خَبَره وَالْجُمْلَة مَعْطُوفَة عَلَى جُمْلَة جَوَاب الشَّرْط ، الْمَعْنَى أَنَّهُ إِذَا طَلَعَ سُهَيْل أَوَّل اللَّيْل صَارَ اِبْن اللَّبُون حِقًّا وَصَارَ الْحِقّ جَذَعًا ، وَكَذَا صَارَ الْجَذَع ثَنِيًّا وَالثَّنِيّ رَبَاعِيًا وَالرَّبَاعِيّ سَدِيسًا ، وَهَكَذَا لِمَا سَبَقَ مِنْ أَنَّ سُهَيْلًا يَطْلُعُ أَوَّل اللَّيْل عِنْد نِتَاج الْإِبِل فَإِذَا حَالَتْ السَّنَة بِطُلُوعِ سُهَيْل تَحَوَّلَتْ أَسْنَان الْإِبِل . ثُمَّ قَالَ الشَّاعِر
( لَمْ يَبْقَ مِنْ أَسْنَانهَا )
: الْإِبِل
( غَيْر الْهُبَع )
: يَعْنِي أَنَّ الْإِبِل عَلَى قِسْمَيْنِ أَحَدهمَا وَهُوَ الْأَكْثَر مَا يُولَدُ زَمَن طُلُوع سُهَيْل أَوْ اللَّيْل وَالثَّانِي مَا يُولَدُ فِي غَيْر زَمَنه وَقَدْ مَرَّ ذِكْر أَسْنَان الْقِسْم الْأَوَّل فِي الْبَيْتَيْنِ السَّابِقَيْنِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَسْنَان الْإِبِل غَيْر مَذْكُور إِلَّا الْقِسْم الثَّانِي وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْهُبَع عَلَى مَا قَالَ الْمُؤَلِّفُ
( وَالْهُبَع الَّذِي يُولَدُ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( فِي غَيْر حِينه )
: أَيْ حِين طُلُوع سُهَيْل أَوَّل اللَّيْل . قَالَ فِي اللِّسَان : الْهُبَع الْفَصِيل الَّذِي يُنْتَجُ فِي الصَّيْف ، وَقِيلَ هُوَ الْفَصِيل الَّذِي فُصِلَ فِي آخِر النِّتَاجِ . قَالَ اِبْن السِّكِّيت : الْعَرَبُ تَقُولُ مَاله هُبَع وَلَا رُبَع فَالرُّبَع مَا نَتَجَ فِي أَوَّل الرَّبِيع وَالْهُبَع مَا نَتَجَ فِي الصَّيْف . هَذَا كُلُّهُ مِنْ غَايَة الْمَقْصُود شَرْح سُنَن أَبِي دَاوُدَ .@

الصفحة 480