كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

هُوَ بِأُزُز بِبَاءِ الْجَرّ وَهَمْزَة مَضْمُومَة وَزَائَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ أَيْ بِجَمْعٍ كَثِير يُقَال أُوتِيت الْوَالِي وَالْمَجْلِس أُزُز أَيْ كَثِير الزِّحَام لَيْسَ فِيهِ مُتَّسَع ، وَالنَّاس أُزُز إِذَا اِنْضَمَّ بَعْضهمْ إِلَى بَعْض ، وَالْمَعْنَى اِنْتَهَيْت إِلَى الْمَسْجِد فَإِذَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْتَلِئ بِالنَّاسِ
( فِي صَلَاة قَطُّ )
: فِيهِ اِسْتِعْمَال قَطُّ فِي الْإِثْبَات وَهِيَ مُخْتَصَّة بِالنَّفْيِ بِإِجْمَاعِ النُّحَاة ، وَخَرَّجَهُ الشَّيْخ جَمَال الدِّين بْن هِشَام عَلَى أَنَّهُ وَقَعَ قَطُّ بَعْدَ مَا الْمَصْدَرِيَّة كَمَا يَقَع بَعْد مَا النَّافِيَة . قَالَ الرَّضِيّ : وَرُبَّمَا يُسْتَعْمَل قَطُّ بِدُونِ النَّفْي لَفْظًا وَمَعْنًى كُنْت أَرَاهُ قَطُّ أَيْ دَائِمًا ، وَقَدْ يُسْتَعْمَل بِدُونِهِ لَفْظًا لَا مَعْنًى هَلْ رَأَيْت ذِئْبًا قَطُّ قَالَهُ السُّيُوطِي
( لَا نَسْمَع لَهُ صَوْتًا )
: قَالَ فِي الْمُنْتَقَى : وَهَذَا يَحْتَمِل أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعهُ لِبُعْدِهِ لِأَنَّ فِي رِوَايَة مَبْسُوطَة لَهُ " أَتَيْنَا وَالْمَسْجِد قَدْ اِمْتَلَأَ " وَعِنْد الشَّيْخَيْنِ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ وَعِنْد أَحْمَد وَالطَّيَالِسِيّ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث عَائِشَة " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ " وَعِنْد الشَّافِعِيّ وَأَبِي يَعْلَى عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " كُنْت إِلَى جَنْب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاة الْكُسُوف فَمَا سَمِعْت مِنْهُ حَرْفًا مِنْ الْقُرْآن " وَفِي إِسْنَاده اِبْن لَهِيعَةَ . قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدِيث عَائِشَة فِي الْجَهْر أَصَحّ مِنْ حَدِيث سَمُرَة ، وَرَجَّحَ الشَّافِعِيّ رِوَايَة سَمُرَة بِأَنَّهَا مُوَافِقَة لِرِوَايَةِ اِبْن عَبَّاس .@

الصفحة 50