كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

قُلْت : حَدِيث عَائِشَة أَرْجَح لِكَوْنِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَلِكَوْنِهِ مُتَضَمِّنًا لِلزِّيَادَةِ ، وَلِكَوْنِهِ مُثْبَتًا ، وَلِكَوْنِهِ مُعْتَضِدًا بِمَا أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ وَغَيْره عَنْ عَلِيّ مَرْفُوعًا مِنْ إِثْبَات الْجَهْر ، وَحَدِيث سَمُرَة صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم لَكِنْ أَعَلَّهُ اِبْن حَزْم بِجَهَالَةِ ثَعْلَبَة بْن عَبَّاد رَاوِيه عَنْ سَمُرَة ، وَقَدْ قَالَ اِبْن الْمَدِينِيّ إِنَّهُ مَجْهُول وَذَكَره اِبْن حِبَّان فِي الثِّقَات مَعَ أَنَّهُ لَا رَاوِي لَهُ إِلَّا الْأَسْوَد بْن قَيْس قَالَهُ الْحَافِظ . وَفِي سَنَد حَدِيث اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِبْن لَهِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيف . وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى الْجَهْر أَحْمَد وَإِسْحَاق وَابْن خُزَيْمَة وَابْن الْمُنْذِر وَبِهِ قَالَ صَاحِب أَبِي حَنِيفَة وَابْن الْعَرَبِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة ، وَحَكَى النَّوَوِيّ عَنْ الشَّافِعِيّ وَمَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَاللَّيْث بْن سَعْد وَجُمْهُور الْفُقَهَاء : أَنَّهُ يُسِرّ فِي كُسُوف الشَّمْس وَيَجْهَر فِي خُسُوف الْقَمَر . وَقَدْ اِحْتَجَّ بِحَدِيثِ سَمُرَة هَذَا وَحَدِيث قَبِيصَة الْآتِي بِأَنَّ صَلَاة الْكُسُوف رَكْعَتَانِ بِرُكُوعٍ وَاحِد كَسَائِرِ الصَّلَوَات
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَالنَّسَائِيّ مُطَوَّلًا وَمُخْتَصَرًا وَابْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن صَحِيح .
1001 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ قَبِيصَة الْهِلَالِيّ قَالَ : كَسَفَتْ الشَّمْس )
إِلَخْ : قَالَ السِّنْدِيُّ فِي حَاشِيَة النَّسَائِيِّ : وَقَوْله : وَصَلُّوا كَأَحْدَث صَلَاة . فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُلَاحَظ وَقْت الْكُسُوف فَيُصَلِّي لِأَجْلِهِ صَلَاة هِيَ مِثْل مَا صَلَّاهَا مِنْ الْمَكْتُوبَة قُبَيْلهَا ، وَيَلْزَم مِنْهُ أَنْ يَكُون عَدَد الرَّكَعَات عَلَى حَسَب تِلْكَ الصَّلَاة وَأَنْ يَكُون الرُّكُوع وَاحِدًا . وَمُقْتَضَى@

الصفحة 51