كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

( فِي هَذِهِ السَّاعَة )
: أَيْ فِي السَّاعَة الَّتِي وَصَلَ إِلَيْك خَبَر مَوْتهَا
( إِذَا رَأَيْتُمْ آيَة )
: أَيْ عَلَامَة مَخُوفَة . قَالَ الطِّيبِيُّ : قَالُوا الْمُرَاد بِهَا الْعَلَامَات الْمُنْذِرَة بِنُزُولِ الْبَلَايَا وَالْمِحَن الَّتِي يُخَوِّف اللَّه بِهَا عِبَاده ، وَوَفَاة أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الْآيَات لِأَنَّهُنَّ ضَمَمْنَ إِلَى شَرَف الزَّوْجِيَّة شَرَف الصُّحْبَة ، وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا أَمَنَة أَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْت أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ ، وَأَصْحَابِي أَمَنَة أَهْل الْأَرْض " الْحَدِيث ، فَهُنَّ أَحَقّ بِهَذَا الْمَعْنَى مِنْ غَيْرهنَّ ، فَكَانَتْ وَفَاتهنَّ سَالِبَة لِلْأَمَنَةِ ، وَزَوَال الْأَمَنَة مُوجِب الْخَوْف
( فَاسْجُدُوا )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : هَذَا مُطْلَق ، فَإِنْ أُرِيدَ بِالْآيَةِ خُسُوف الشَّمْس وَالْقَمَر فَالْمُرَاد بِالسُّجُودِ الصَّلَاة ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرهَا كَمَجِيءِ الرِّيح الشَّدِيدَة وَالزَّلْزَلَة وَغَيْرهمَا فَالسُّجُود هُوَ الْمُتَعَارَف ، وَيَجُوز الْحَمْل عَلَى الصَّلَاة أَيْضًا لِمَا وَرَدَ : كَانَ إِذَا حَزَنَهُ أَمْر فَزِعَ إِلَى الصَّلَاة
( وَأَيّ آيَة أَعْظَم )
: لِأَنَّهُنَّ ذَوَات الْبَرَكَة ، فَبِحَيَاتِهِنَّ يُدْفَع الْعَذَاب عَنْ النَّاس وَيُخَاف الْعَذَاب بِذَهَابِهِنَّ ، فَيَنْبَغِي الِالْتِجَاء إِلَى ذِكْر اللَّه وَالسُّجُود عِنْد اِنْقِطَاع بَرَكَتهنَّ لِيَنْدَفِع الْعَذَاب بِبَرَكَةِ الذِّكْر وَالصَّلَاة . كَذَا فِي الْمِرْقَاة
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه . هَذَا آخِر كَلَامه وَفِي إِسْنَاده سَلْم بْن جَعْفَر ، قَالَ يَحْيَى بْن كَثِير الْعَنْبَرِيّ : كَانَ ثِقَة وَقَالَ الْمُوصِلِيّ : مَتْرُوك الْحَدِيث لَا يُحْتَجّ بِهِ ، وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيث .@

الصفحة 62