كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

1017 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَبَا عُشَّانَة )
: بِضَمِّ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الشِّين الْمُعْجَمَة
( يَعْجَب رَبّك )
: أَيْ يَرْضَى . قَالَ النَّوَوِيّ : التَّعَجُّب عَلَى اللَّه مُحَال إِذْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَسْبَاب الْأَشْيَاء وَالتَّعَجُّب إِنَّمَا يَكُون مِمَّا خَفِيَ سَبَبه ، فَالْمَعْنَى عَظُمَ ذَلِكَ عِنْده وَكَبُرَ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ الرِّضَا وَالْخِطَاب إِمَّا لِلرَّاوِي أَوْ لِوَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَة غَيْره .
وَقِيلَ الْخِطَاب عَامّ
( مِنْ رَاعِي غَنَم )
: اِخْتَارَ الْعُزْلَة مِنْ النَّاس
( فِي رَأْس شَظِيَّة بِجَبَلٍ )
: بِفَتْحِ الشِّين الْمُعْجَمَة وَكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد التَّحْتَانِيَّة أَيْ قِطْعَة مِنْ رَأْس الْجَبَل ، وَقِيلَ هِيَ الصَّخْرَة الْعَظِيمَة الْخَارِجَة مِنْ الْجَبَل كَأَنَّهَا أَنْف الْجَبَل
( يُؤَذِّن لِلصَّلَاةِ وَيُصَلِّي )
: وَفَائِدَة تَأْذِينه إِعْلَام الْمَلَائِكَة وَالْجِنّ بِدُخُولِ الْوَقْت فَإِنَّ لَهُمْ صَلَاة أَيْضًا ، وَشَهَادَة الْأَشْيَاء عَلَى تَوْحِيده وَمُتَابَعَة سُنَّته وَالتَّشَبُّه بِالْمُسْلِمِينَ فِي جَمَاعَتهمْ . وَقِيلَ إِذَا أَذَّنَ وَأَقَامَ تُصَلِّي الْمَلَائِكَة مَعَهُ وَيَحْصُل لَهُ ثَوَاب الْجَمَاعَة وَاَللَّه أَعْلَم
( فَيَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ )
: أَيْ لِمَلَائِكَتِهِ وَأَرْوَاح الْمُقَرَّبِينَ عِنْده ،
( اُنْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا )
: تَعْجِيب لِلْمَلَائِكَةِ مِنْ ذَلِكَ الْأَمْر بَعْد التَّعَجُّب لِمَزِيدِ التَّفْخِيم وَكَذَا تَسْمِيَته بِالْعَبْدِ وَإِضَافَته إِلَى نَفْسه وَالْإِشَارَة بِهَذَا تَعْظِيم عَلَى تَعْظِيم@

الصفحة 70