كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

تِسْعَة وَقِيلَ اِثْنَيْ عَشَر وَهِيَ بِفَتْحِ السِّين وَكَسْر الرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَبَعْدهَا فَاءَ .
1029 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ )
: أَيْ اللَّيْث
( قَالَ رَبِيعَة يَعْنِي كَتَبَ )
: رَبِيعَة
( إِلَيْهِ )
إِلَى اللَّيْث
( حَدَّثَنِي )
: الْقَائِل حَدَّثَنِي هُوَ رَبِيعَة وَالْمَعْنَى اللَّيْث بْن سَعْد يَرْوِي عَنْ رَبِيعَة مُكَاتَبَة وَيَرْوِي رَبِيعَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن دِينَار
( حَتَّى غَابَ الشَّفَق )
: قَالَ اِبْن الْأَثِير : الشَّفَق مِنْ الْأَضْدَاد يَقَع عَلَى الْحُمْرَة الَّتِي تُرَى فِي الْمَغْرِب بَعْد مَغِيب الشَّمْس وَبِهِ أَخَذَ الشَّافِعِيّ ، وَعَلَى الْبَيَاض الْبَاقِي فِي الْأُفُق الْغَرْبِيّ بَعْد الْحُمْرَة الْمَذْكُورَة وَبِهِ أَخَذَ أَبُو حَنِيفَة اِنْتَهَى
( وَتَصَوَّبَتْ النُّجُوم )
: أَيْ اِجْتَمَعَتْ
( ثُمَّ إِنَّهُ )
: أَيْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر
( ثُمَّ قَالَ )
: اِبْن عُمَر
( إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْر )
: أَيْ اِشْتَدَّ قَالَهُ صَاحِب الْمُحْكَم وَقَالَ عِيَاض جَدَّ بِهِ السَّيْر أَيْ أَسْرَعَ . كَذَا قَالَ وَكَأَنَّهُ نَسَبَ الْإِسْرَاع إِلَى السَّيْر تَوَسُّعًا كَذَا فِي الْفَتْح . وَقَالَ اِبْن الْأَثِير أَيْ إِذَا اِهْتَمَّ بِهِ وَأَسْرَعَ فِيهِ يُقَال جَدَّ يَجِدّ وَيُجِدّ بِالضَّمِّ وَالْكَسْر وَجَدَّ بِهِ الْأَمْر وَجَدَّ فِيهِ إِذَا اِجْتَهَدَ اِنْتَهَى . وَلَفْظ الْمُوَطَّأ إِذَا عَجَّلَهُ السَّيْر . وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْر . وَتَعَلَّقَ بِهِ مَنْ اِشْتَرَطَ فِي الْجَمْع الْجَدّ فِي السَّيْر ، وَرَدَّهُ الْحَافِظ بْن عَبْد الْبَرّ بِأَنَّهُ إِنَّمَا حَكَى الْحَال الَّتِي رَأَى وَلَمْ يَقُلْ لَا يَجْمَع إِلَّا أَنْ يَجِدّ بِهِ فَلَا يُعَارِض حَدِيث مُعَاذ قَبْله . وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل وَاضِح عَلَى أَنَّ الْجَمْع بَيْنهمَا مِنْ اِبْن عُمَر كَانَ بَعْد غُرُوب الشَّفَق وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور مِنْ فِعْله .@

الصفحة 82