كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

مِنْ أَصْحَاب نَافِع . وَعِطَاف صَدُوق يَهِم وَأُسَامَة ضَعِيف . وَعَلَى أَنَّ لَيْسَ فِي حَدِيث اِبْن جَابِر وَعَبْد اللَّه بْن الْعَلَاء أَنَّ اِبْن عُمَر صَلَّى الْمَغْرِب قَبْل غُيُوب الشَّفَق ، وَإِنَّمَا فِي حَدِيثهمَا أَنَّهُ نَزَلَ عِنْد غَيْبُوبَة الشَّفَق وَثَبَتَ فِي رِوَايَات الْحُفَّاظ الْأَرْبَعَة مِنْ أَصْحَاب نَافِع وَكَذَا فِي رِوَايَة أَسْلَمَ وَعَبْد اللَّه بْن دِينَار وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي ذُؤَيْب مِنْ أَجِلَّاء حُفَّاظ أَصْحَاب اِبْن عُمَر أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِب بَعْد غُيُوب الشَّفَق ، بَلْ فِي رِوَايَة سَالِم أَنَّ اِبْن عُمَر سَارَ بَعْد غُيُوب الشَّمْس مِيلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَة أَمْيَال ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ، فَرِوَايَات هَؤُلَاءِ الثِّقَات الْأَثْبَات مُقَدَّمَة عِنْد التَّعَارُض وَمُفَسِّرَة لِإِبْهَامِ رِوَايَة غَيْرهمْ اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا مِنْ غَايَة الْمَقْصُود .
1030 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا اِرْتَحَلَ )
: فِي سَفَره
( قَبْل أَنْ تَزِيغ الشَّمْس )
: أَيْ قَبْل الزَّوَال
( قَبْل أَنْ يَرْتَحِل صَلَّى الظُّهْر )
: أَيْ وَحْده وَهُوَ الْمَحْفُوظ مِنْ رِوَايَة عَقِيل فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَجْمَع بَيْن الصَّلَاتَيْنِ إِلَّا فِي وَقْت الثَّانِيَة مِنْهُمَا ، وَبِهِ احْتَجَّ مَنْ أَبَى جَمْع التَّقْدِيم لَكِنْ رَوَى إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ مِنْ هَذَا الْحَدِيث عَنْ شَبَابَة بْن سِوَار عَنْ اللَّيْث عَنْ عَقِيل عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ أَنَس وَفِيهِ " إِذَا كَانَ فِي سَفَر فَزَالَتْ الشَّمْس صَلَّى الظُّهْر وَالْعَصْر جَمِيعًا ثُمَّ اِرْتَحَلَ " أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأُعِلَّ بِتَفَرُّدِ إِسْحَاق بِذَلِكَ عَنْ شَبَابَة بْن سِوَار ، ثُمَّ تَفَرَّدَ جَعْفَر الْفِرْيَابِيّ بِهِ عَنْ إِسْحَاق وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِحٍ فَإِنَّهُمَا إِمَامَانِ حَافِظَانِ . وَقَالَ النَّوَوِيّ إِسْنَاده صَحِيح كَذَا فِي الْفَتْح وَالتَّلْخِيص . وَأَخْرَجَ الْحَاكِم فِي الْأَرْبَعِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْقُوب هُوَ الْأَصَمّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصَّغَانِيّ وَهُوَ أَحَد شُيُوخ مُسْلِم حَدَّثَنَا حَسَّان بْن @

الصفحة 85