كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

عَبْد اللَّه الْوَاسِطِيُّ عَنْ الْمُفَضَّل بْن فَضَالَة عَنْ عَقِيل عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ أَنَس " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اِرْتَحَلَ قَبْل أَنْ تَزِيغ الشَّمْس أَخَّرَ الظُّهْر إِلَى وَقْت الْعَصْر ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنهمَا فَإِنْ زَاغَتْ الشَّمْس قَبْل أَنْ يَرْتَحِل صَلَّى الظُّهْر وَالْعَصْر ثُمَّ رَكِبَ . قَالَ الْحَافِظ سَنَده صَحِيح . وَقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدِّين الْعَلَائِيّ سَنَده جَيِّد . وَفِي رِوَايَة أَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجه عَلَى صَحِيح مُسْلِم كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ فِي سَفَر فَزَالَتْ الشَّمْس صَلَّى الظُّهْر وَالْعَصْر جَمِيعًا ثُمَّ اِرْتَحَلَ فَقَدْ أَفَادَتْ رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالْحَاكِم وَأَبِي نُعَيْم ثُبُوت جَمْع التَّقْدِيم مِنْ فِعْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُتَصَوَّر فِيهِ الْجَمْع الصُّورِيّ ، وَهَذِهِ الرِّوَايَات صَحِيحَة كَمَا قَالَ الْحَافِظ فِي بُلُوغ الْمَرَام وَالْفَتْح إِلَّا أَنَّهُ قَالَ اِبْن الْقَيِّم إِنَّهُ اُخْتُلِفَ فِي رِوَايَة الْحَاكِم فَمِنْهُمْ مَنْ صَحَّحَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ حَسَّنَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ قَدَحَ فِيهَا وَجَعَلَهَا مَوْضُوعَة وَهُوَ الْحَاكِم فَإِنَّهُ حَكَمَ بِوَضْعِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلَام الْحَاكِم فِي وَضْع الْحَدِيث ثُمَّ رَدَّهُ اِبْن الْقَيِّم وَاخْتَارَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْضُوعٍ ، وَسُكُوت اِبْن حَجَر هُنَا عَلَيْهِ وَجَزْمه بِأَنَّهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيح يَدُلّ عَلَى رَدّه لِكَلَامِ الْحَاكِم . وَأَمَّا رِوَايَة الْمُسْتَخْرَج وَالْإِسْمَاعِيلِيّ فَإِنَّهُ لَا مَقَال فِيهَا . وَيُؤَيِّد صِحَّته حَدِيث مُعَاذ الْمُتَقَدِّم وَلَفْظه لِجَمْعِ التَّأْخِير كِلَيْهِمَا لَكِنْ حَدِيث أَنَس الْآتِي مِنْ طَرِيق قُتَيْبَة عَنْ اللَّيْث هُوَ كَالتَّفْصِيلِ لِلْمُجْمَلِ . وَيُؤَيِّدهُ أَيْضًا حَدِيث مُسْلِم مِنْ طَرِيق حَكَم بْن عُتَيْبَة عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ : " خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه @

الصفحة 86