كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

جَوَاز تَرْكهَا
( وَصَحِبْت عُثْمَان )
: وَذَكَرَ مُسْلِم فِي حَدِيث اِبْن عُمَر قَالَ وَمَعَ عُثْمَان صَدْرًا مِنْ خِلَافَته ثُمَّ أَتَمَّهَا ، وَفِي رِوَايَة ثَمَان سِنِينَ أَوْ سِتّ سِنِينَ ، وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور أَنَّ عُثْمَان أَتَمّ بَعْد سِتّ سِنِينَ مِنْ خِلَافَته ، وَتَأَوَّلَ الْعُلَمَاء هَذِهِ الرِّوَايَة عَلَى أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ عُثْمَان لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّه فِي غَيْر مِنَى ، وَالرِّوَايَات الْمَشْهُورَة بِإِتْمَامِ عُثْمَان بَعْد صَدْر مِنْ خِلَافَته مَحْمُولَة عَلَى الْإِتْمَام بِمِنًى خَاصَّة ، وَقَدْ فَسَّرَ عِمْرَان بْن الْحُصَيْن فِي رِوَايَته أَنَّ إِتْمَام عُثْمَان إِنَّمَا كَانَ بِمِنًى وَكَذَا ظَاهِر الْأَحَادِيث الَّتِي ذَكَرَهَا مُسْلِم . وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَصْر مَشْرُوع بِعَرَفَاتٍ وَمُزْدَلِفَة وَمِنًى لِلْحَاجِّ مِنْ غَيْر أَهْل مَكَّة وَمَا قَرُبَ مِنْهَا وَلَا يَجُوز لِأَهْلِ مَكَّة وَمَنْ كَانَ دُون مَسَافَة الْقَصْر . هَذَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَالْأَكْثَرِينَ . وَقَالَ مَالِك يَقْصُر أَهْل مَكَّة وَمِنًى وَمُزْدَلِفَة وَعَرَفَات ، فِعْلَة الْقَصْر عِنْده فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع النُّسُك ، وَعِنْد الْجُمْهُور عِلَّته السَّفَر وَاَللَّه أَعْلَم . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا .
1035 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يُسَبِّح عَلَى الرَّاحِلَة )
: يُقَال يُصَلِّي سُبْحَة أَيْ يَتَنَفَّل ، وَالسُّبْحَة بِضَمِّ السِّين وَإِسْكَان الْبَاء النَّافِلَة
( أَيَّ وَجْه تَوَجَّهَ )
: يَعْنِي فِي جِهَة مَقْصِده . قَالَ الْعُلَمَاء فَلَوْ تَوَجَّهَ إِلَى غَيْر الْمَقْصِد فَإِنْ كَانَ إِلَى الْقِبْلَة جَازَ وَإِلَّا فَلَا
( وَيُوتِر عَلَيْهَا )
: فِيهِ دَلِيل لِمَذْهَبِ @

الصفحة 91