كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
1041 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَقَامَ سَبْع عَشْرَة بِمَكَّة )
: بِتَقْدِيمِ السِّين قَبْل الْبَاء ، لَكِنْ فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ مِنْ طَرِيق أَبِي عَوَانَة عَنْ عَاصِم وَحُصَيْن عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس بِلَفْظِ تِسْعَة عَشَر بِتَقْدِيمِ التَّاء قَبْل السِّين وَلَفْظه " أَقَامَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَة عَشَر يَقْصُر فَنَحْنُ إِذَا سَافَرْنَا تِسْعَة عَشَر قَصْرنَا وَإِنْ زِدْنَا أَتْمَمْنَا " اِنْتَهَى . وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي مِنْ وَجْه آخَر عَنْ عَاصِم وَحْده ، وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن الْمُنْذِر مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ عِكْرِمَة لَكِنْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، مِنْ هَذَا الْوَجْه أَيْ مِنْ طَرِيق اِبْن الْأَصْبَهَانِيِّ بِلَفْظِ سَبْعَة عَشَر بِتَقْدِيمِ السِّين ، وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْمُؤَلِّف مِنْ طَرِيق حَفْص بْن غِيَاث عَنْ عَاصِم قَالَ أَبُو دَاوُدَ ، وَقَالَ عَبَّاد بْن مَنْصُور عَنْ عِكْرِمَة تِسْع عَشَرَة بِتَقْدِيمِ التَّاء كَذَا ذَكَرَهَا مُعَلَّقَة ، وَقَدْ وَصَلَهَا الْبَيْهَقِيُّ . وَتَقَدَّمَ لِأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيث عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ وَفِيهِ ، فَأَقَامَ بِمَكَّة ثَمَانِي عَشَرَة لَيْلَة لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ ، وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاق عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ اِبْن عَبَّاس : " أَقَامَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة عَام الْفَتْح خَمْس عَشَرَة يَقْصُر الصَّلَاة " قَالَ الْحَافِظ : وَجَمَعَ الْبَيْهَقِيُّ بَيْن هَذَا الِاخْتِلَاف بِأَنَّ مَنْ قَالَ : تِسْع عَشَرَة عَدَّ يَوْمَيْ الدُّخُول وَالْخُرُوج ، وَمَنْ قَالَ سَبْع عَشَرَة حَذَفَهُمَا . وَمَنْ قَالَ ثَمَانِي عَشَرَة عَدَّ أَحَدهمَا ، وَأَمَّا رِوَايَة خَمْسَة عَشَر فَضَعَّفَهَا النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ لِأَنَّ رُوَاتهَا ثِقَات وَلَمْ يَنْفَرِد بِهَا اِبْن إِسْحَاق فَقَدْ أَخْرَجَهَا النَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَة عِرَاك بْن مَالِك عَنْ عُبَيْد اللَّه كَذَلِكَ وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهَا صَحِيحَة فَلْيُحْمَلْ عَلَى أَنَّ الرَّاوِي ظَنَّ أَنَّ الْأَصْل رِوَايَة سَبْع عَشَرَة فَحَذَفَ مِنْهَا@
الصفحة 98