كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
الْقَرَابَة وَالصِّهْر كَذَا فِي النِّهَايَة .
1439 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَمَّا نَزَلَتْ )
: أَيْ هَذِهِ الْآيَة
( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ )
: أَيْ الْجَنَّة ، قَالَهُ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمُجَاهِد ، وَقِيلَ التَّقْوَى ، وَقِيلَ الطَّاعَة ، وَقِيلَ الْخَيْر . وَقَالَ الْحَسَن : لَنْ تَكُونُوا أَبْرَارًا حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ أَيْ مِنْ أَحَبّ أَمْوَالكُمْ إِلَيْكُمْ
( قَالَ أَبُو طَلْحَة )
: الْأَنْصَارِيّ زَوْج أُمّ أَنَس بْن مَالِك
( أَرَى )
: أَيْ أَظُنّ
( بِأَرِيحَاءَ )
: قَالَ فِي النِّهَايَة هَذِهِ اللَّفْظَة كَثِيرًا مَا تَخْتَلِف أَلْفَاظ الْمُحَدِّثِينَ فِيهَا فَيَقُولُونَ بَيْرُحَا بِفَتْحِ الْبَاء وَكَسْرهَا وَبِفَتْحِ الرَّاء وَضَمّهَا وَالْمَدّ فِيهِمَا وَبِفَتْحِهِمَا وَالْقَصْر وَهِيَ اِسْم مَال وَمَوْضِع بِالْمَدِينَةِ . وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق إِنَّهَا فَيْعُلَى مِنْ الْبَرَاح وَهِيَ الْأَرْض الظَّاهِرَة اِنْتَهَى كَلَام اِبْن الْأَثِير . وَقَالَ الْعَيْنِيّ : قَالَ التَّيْمِيُّ وَبَيْرُحَا بُسْتَان وَكَانَتْ بَسَاتِين الْمَدِينَة تُدْعَى بِالْآبَارِ الَّتِي فِيهَا أَيْ الْبُسْتَان الَّتِي فِيهِ بِئْر حَا أُضِيف الْبِئْر إِلَى حَا . وَيُرْوِي بَيْرَحَا بِفَتْحِ الْبَاء وَسُكُون التَّحْتِيَّة وَفَتْح الرَّاء هُوَ اِسْم مَقْصُور فَهُوَ كَلِمَة وَاحِدَة لَا مُضَاف وَلَا مُضَاف إِلَيْهِ . وَفِي مُعْجَم أَبِي عُبَيْد حَا عَلَى لَفْظ حَرْف الْهِجَاء مَوْضِع بِالشَّامِ ، وَحَا آخِر مَوْضِع بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ الَّذِي يُنْسَب إِلَيْهِ بِئْر حَا ، وَرَوَاهُ حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ ثَابِت أَرِيحَا خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَلَا أَعْلَم أَرِيحَا إِلَّا بِالشَّامِ اِنْتَهَى كَلَامه مُخْتَصَرًا
( لَهُ )
: أَيْ لِرَبِّنَا .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّ الْحَبْس إِذَا وَقَعَ أَصْله مِنْهَا وَلَمْ يَذْكُر الْمُحْبَس حُصِرَ فِيهَا بَعْد مَوْته فَإِنَّ مَرْجِعهَا يَكُون إِلَى أَقْرَب النَّاس مِنْ قَبِيلَته ، وَقِيَاس ذَلِكَ فِيمَنْ وَقَفَهَا عَلَى رَجُل فَمَاتَ الْمُوقَف عَلَيْهِ وَبَقِيَ الشَّيْء مُحْبَس الْأَصْل غَيْر مُبَيَّن السَّبِيل أَنْ يُوضَع فِي أَقَارِبه وَأَنْ يَتَوَخَّى فِي ذَلِكَ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب وَيَكُون @
الصفحة 107