كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

( الرَّحِم )
: بِفَتْحِ الرَّاء وَكَسْر الْحَاء
( شَقَقْت )
: أَيْ أَخْرَجْت وَأَخَذْت
( لَهَا )
: أَيْ لِلرَّحِمِ
( اِسْمًا مِنْ اِسْمِي )
: أَيْ الرَّحْمَن وَفِيهِ إِيمَاء إِلَى أَنَّ الْمُنَاسِبَة الِاسْمِيَّة وَاجِبَة الرِّعَايَة فِي الْجُمْلَة وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى أَنَّهَا أَثَر مِنْ رَحْمَة الرَّحْمَنِ ، وَيَتَعَيَّن عَلَى الْمُؤْمِن التَّخَلُّق بِأَخْلَاقِ اللَّه وَالتَّعَلُّق بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاته
( مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَته )
: أَيْ إِلَى رَحْمَتِي وَمَحَلّ كَرَامَتِي . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا بَيَان صِحَّة الْقَوْل بِالِاشْتِقَاقِ فِي الْأَسْمَاء اللُّغَوِيَّة وَرَدّ عَلَى الَّذِينَ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَزَعَمُوا أَنَّ الْأَسْمَاء كُلّهَا مَوْضُوعَة وَهَذَا يُبَيِّن لَك فَسَاد قَوْلهمْ . وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ اِسْم الرَّحْمَن عَرَبِيّ مَأْخُوذ مِنْ الرَّحْمَة . وَقَدْ زَعَمَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ بِرَأْيِهِ عِبْرَانِيّ وَهَذَا يَرُدّهُ
( وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتّهُ )
: بِتَشْدِيدِ الْفَوْقِيَّة الثَّانِيَة أَيْ قَطَعْته مِنْ رَحْمَتِي الْخَاصَّة وَالْبَتّ الْقَطْع وَالْمُرَاد بِهِ الْقَطْع الْكُلِّيّ وَمِنْهُ طَلَاق الْبَتّ وَكَذَا قَوْلهمْ الْبَتَّة كَذَا فِي الْمِرْقَاة .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَفِي تَصْحِيحه نَظَر فَإِنَّ يَحْيَى بْن مَعِين قَالَ أَبُو سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن لَمْ يَسْمَع مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا ، وَذَكَرَ غَيْر أَنَّ أَبَا سَلَمَة وَأَخَاهُ حُمَيْدًا لَمْ يَصِحّ لَهُمَا سَمَاع مِنْ أَبِيهِمَا اِنْتَهَى . وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرَد وَالْحَاكِم عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وَالْحَاكِم أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَاَللَّه أَعْلَم .
( أَنَّ الرَّدَادَ )
: بِالدَّالَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَثَّقَهُ اِبْن حِبَّان .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ وَحُكِيَ عَنْ الْبُخَارِيّ أَنَّهُ قَالَ وَحَدِيث مَعْمَر خَطَأ . وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن يَسَار أَبِي الْحُبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ @

الصفحة 113