كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
الْمَرَّتَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ ثَلَاث مَرَّات وَثَالِثَة بِاعْتِبَارِ التَّعْرِيف وَرَابِعَة بِاعْتِبَارِ مَجِيئِهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ الْعَيْنِيّ
( وَوِعَاءَهَا )
: الْوِعَاء بِالْمَدِّ وَبِكَسْرِ الْوَاو وَقَدْ تُضَمّ وَقَرَأَ بِهَا الْحَسَن فِي قَوْله { قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ } وَقَرَأَ سَعِيد بْن جُبَيْر إِعَاءِ بِقَلْبِ الْوَاوِ الْمَكْسُورَة هَمْزَة وَالْوِعَاء مَا يُجْعَل فِيهِ الشَّيْء سَوَاءٌ كَانَ مِنْ جِلْد أَوْ خَزَف أَوْ خَشَب أَوْ غَيْر ذَلِكَ
( وَالْوِكَاء )
: بِكَسْرِ الْوَاو وَالْمَدّ الْخَيْط الَّذِي يُشَدّ بِهِ الصُّرَّة وَغَيْرهَا ، وَزَادَ فِي حَدِيث زَيْد بْن خَالِد الْعَفَّاص كَمَا سَيَأْتِي
( وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ لَهُ أَنْ يَسْتَمْلِكهَا بَعْد السَّنَة وَيَأْكُلهَا إِنْ شَاءَ غَنِيًّا كَانَ الْمُلْتَقِط لَهَا أَوْ فَقِيرًا . وَكَانَ أُبَيُّ بْن كَعْب مِنْ مَيَاسِير الْأَنْصَار ، وَلَوْ كَانَ لَا يَجُوز لِلْغَنِيِّ أَنْ يَتَمَلَّكهَا بَعْد تَعْرِيف السَّنَة لَأَشْبَهَ أَنْ لَا يُبِيح لَهُ الِاسْتِمْتَاع بِهَا إِلَّا بِالْقَدْرِ الَّذِي لَا يُخْرِجهُ عَنْ حَدّ الْفَقْر إِلَى حَدّ الْغِنَى ، فَلَمَّا أَبَاحَ لَهُ الِاسْتِمْتَاع بِهَا كُلّهَا دَلَّ عَلَى أَنَّ حُكْم الْغَنِيّ وَالْفَقِير لَا يَخْتَلِف فِي ذَلِكَ . وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَعَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا إِبَاحَة التَّمْلِيك وَالِاسْتِمْتَاع بِهَا بَعْد السَّنَة . وَقَالَتْ طَائِفَة إِذَا عَرَّفَهَا سَنَة وَلَمْ يَأْتِ صَاحِبهَا تَصَدَّقَ بِهَا ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيّ وَابْن عَبَّاس ، وَهَذَا قَوْل الثَّوْرِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَأَصْحَابه وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِك
( قَالَ وَلَا أَدْرَى أَثْلَاثًا قَالَ عَرِّفْهَا أَوْ مَرَّة وَاحِدَة )
: وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ : وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا فَاسْتَمْتَعْت بِهَا فَلَقِيته بَعْدُ بِمَكَّة فَقَالَ لَا أَدْرِي ثَلَاثَة أَحْوَال أَوْ حَوْلًا وَاحِدًا اِنْتَهَى . وَالْقَائِل شُعْبَة وَاَلَّذِي قَالَ لَا أَدْرِي هُوَ شَيْخه سَلَمَة بْن كُهَيْل وَقَدْ بَيَّنَهُ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة بَهْز بْن أَسَد عَنْ شُعْبَة أَخْبَرَنِي@
الصفحة 119