كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
وَقَدْ حَكَى صَاحِب الْهِدَايَة مِنْ الْحَنَفِيَّة رِوَايَة عِنْدهمْ أَنَّ الْأَمْر فِي التَّعْرِيف مُفَوَّض لِأَمْرِ الْمُلْتَقِط فِعْلَيْهِ أَنْ يُعَرِّفهَا إِلَى أَنْ يَغْلِب عَلَى ظَنَّهُ أَنَّ صَاحِبهَا لَا يَطْلُبهَا بَعْد ذَلِكَ . كَذَا فِي الْفَتْح : قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا بِنَحْوِهِ ، وَلَيْسَ فِي حَدِيث الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم " فَعَرِّفْ عَدَدهَا وَوِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا " وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ " فَإِذَا جَاءَ طَالِبهَا فَأَخْبَرَك بِعَدَدِهَا وَوِعَائِهَا وَوِكَائِهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَفِي حَدِيث النَّسَائِيِّ فَإِنْ جَاءَ أَحَد يُخْبِر بِعَدَدِهَا وَوِعَائِهَا وَوِكَائِهَا فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيّ .
( بِمَعْنَاهُ )
: أَيْ بِمَعْنَى حَدِيث مُحَمَّد بْن كَثِير
( قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيّ بْن كَعْب
( عَرِّفْهَا حَوْلًا )
: أَيْ سَنَة وَاحِدَة
( قَالَ ثَلَاث مِرَار )
: أَيْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْكَلَام لِأُبَيّ ثَلَاث مِرَار
( قَالَ )
: سَلَمَة بْن كُهَيْل لَمَّا اِشْتَبَهَ فِيهِ بَعْد إِلْقَائِهِ بِمَكَّة
( فَلَا أَدْرِي قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( لَهُ )
: أَيْ لِأُبَيّ ذَلِكَ الْكَلَام وَهُوَ عَرِّفْهَا حَوْلًا
( فِي سَنَة )
: وَاحِدَة ثَلَاث مِرَار
( أَوْ )
: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيّ ذَلِكَ الْكَلَام مُفَرَّقًا
( فِي ثَلَاث سِنِينَ )
: أَيْ أَمَرَهُ أَنْ يُعَرِّفهَا فِي ثَلَاث سِنِينَ .
( بِإِسْنَادِهِ )
: أَيْ بِإِسْنَادِ شُعْبَة
( قَالَ عَامَيْنِ أَوْ ثَلَاثَة )
: وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش وَالثَّوْرِيّ وَزَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ وَحَمَّاد بْن سَلَمَة كُلّهمْ عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل نَحْو حَدِيث شُعْبَة ، وَفِي حَدِيثهمْ جَمِيعًا ثَلَاثَة أَحْوَال إِلَّا حَمَّاد بْن سَلَمَة فَإِنَّ فِي حَدِيثه عَامَيْنِ أَوْ ثَلَاثَة .
قَالَ النَّوَوِيّ : فِي رِوَايَات حَدِيث زَيْد بْن خَالِد عَرِّفْهَا سَنَة وَفِي حَدِيث أُبَيّ بْن كَعْب أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِتَعْرِيفِهَا ثَلَاث سِنِينَ@
الصفحة 121