كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
بَيَانه فِي الْحُدُود إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى
( وَذَكَرَ )
: اِبْن عَجْلَان عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب
( كَمَا ذَكَرَهُ غَيْره )
: أَيْ غَيْر اِبْن عَجْلَان كَعُبَيْدِ اللَّه بْن عُمَر عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب ، أَوْ يَكُون الْمَعْنَى أَيْ ذَكَرَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص كَمَا ذَكَرَ غَيْره مِنْ الصَّحَابَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّه أَعْلَم قَالَ : أَيْ اِبْن عَجْلَان بِإِسْنَادِهِ ، أَوْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو
( وَسُئِلَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فِي طَرِيق الْمِيتَاء )
: بِكَسْرِ الْمِيم مِفْعَال مِنْ الْإِتْيَان وَالْمِيم زَائِدَة وَبَابه الْهَمْزَة أَيْ طَرِيقَة مَسْلُوكَة يَأْتِيهَا النَّاس . قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَابْن الْأَثِير
( أَوْ الْقَرْيَة الْجَامِعَة )
: لِلنَّاسِ مِنْ الْمُرُور وَالذَّهَاب أَيْ قَرْيَة عَامِرَة يَسْكُنهَا النَّاس
( وَمَا كَانَ فِي الْخَرَاب )
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد الْخَرَاب الْعَادِيّ الَّذِي لَا يُعْرَف لَهُ مَالِك وَسَبِيله سَبِيل الرِّكَاز وَفِيهِ الْخُمُس وَسَائِر الْمَال لِوَاجِدِهِ ، فَأَمَّا الْخَرَاب الَّذِي كَانَ عَامِرًا مِلْكًا لِمَالِك ثُمَّ خَرِبَ فَإِنَّ الْمَال الْمَوْجُود فِيهِ مِلْك لِصَاحِب الْخَرَاب لَيْسَ لِوَاجِدِهِ مِنْهُ شَيْء وَإِنْ لَمْ يُعْرَف صَاحِبه فَهُوَ لُقَطَة اِنْتَهَى
( فَفِيهَا )
: أَيْ فِي اللُّقَطَة الَّتِي تُوجَد فِي الْخَرَاب
( وَفِي الرِّكَاز الْخُمُس )
: قَالَ الْإِمَام الْحَافِظ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيب : اِخْتَلَفَ أَهْل الْعِرَاق وَأَهْل الْحِجَاز فِي تَفْسِير الرِّكَاز ، قَالَ أَهْل الْعِرَاق هُوَ الْمَعَادِن ، وَقَالَ أَهْل الْحِجَاز هُوَ كُنُوز أَهْل الْجَاهِلِيَّة ، وَكُلّ مُحْتَمَل فِي اللُّغَة اِنْتَهَى . وَقَالَ فِي النِّهَايَة الرِّكَاز عِنْد أَهْل الْحِجَاز كُنُوز الْجَاهِلِيَّة الْمَدْفُونَة فِي الْأَرْض ، وَعِنْد أَهْل الْعِرَاق الْمَعَادِن ، وَالْقَوْلَانِ تَحْتَمِلهُمَا اللُّغَة . وَالْحَدِيث إِنَّمَا جَاءَ فِي التَّفْسِير الْأَوَّل وَهُوَ الْكَنْز الْجَاهِلِيّ ، وَإِنَّمَا كَانَ فِيهِ الْخُمُس لِكَثْرَةِ نَفْعه وَسُهُولَة أَخْذه اِنْتَهَى .@
الصفحة 134