كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

آخِر كَلَامه . وَقَالَ غَيْره : فِي حَدِيث عَلِيّ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرهُ بِتَعْرِيفِهِ . قَالَ وَفِيهِ إِشْكَال إِذْ مَا صَارَ أَحَد إِلَى إِسْقَاط أَصْل التَّعْرِيف وَلَعَلَّ تَأْوِيله أَنَّ التَّعْرِيف لَيْسَ لَهُ صِيغَة تَعْتَدّ بِهِ ، فَمُرَاجَعَته لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَلَأ مِنْ الْخَلْق إِعْلَان بِهِ ، فَهَذَا يُؤَيِّد الِاكْتِفَاء بِالتَّعْرِيفِ مَرَّة وَاحِدَة اِنْتَهَى . وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ فِي رِوَايَة الْإِمَام الشَّافِعِيّ أَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يُعَرِّفهُ . وَذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّ الْقَلِيل فِي اللُّقَطَة مُقَدَّر بِدِينَارٍ فَمَا دُونه وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ عَلِيّ . وَذَكَرَ بَعْضهمْ أَيْضًا أَنَّهُ لَا يَجِب تَعْرِيف الْقَلِيل لِحَدِيثِ عَلِيّ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيّ .
1459 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فِي الْعَصَا )
: بِالْقَصْرِ
( وَأَشْبَاهه )
: مِمَّا يُعَدّ قَلِيلًا
( يَلْتَقِطهُ الرَّجُل )
: صِفَة أَوْ حَال
( يَنْتَفِع بِهِ )
: أَيْ الْحُكْم فِيهَا أَنْ يَنْتَفِع الْمُلْتَقِط بِهِ مِنْ غَيْر تَعْرِيف سَنَة . قَالَ فِي شَرْح السُّنَّة : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْقَلِيل لَا يُعَرَّف وَاَللَّه أَعْلَم
( عَنْ الْمُغِيرَة أَبِي سَلَمَة )
: هُوَ مُغِيرَة بْن مُسْلِم كُنْيَته أَبُو سَلَمَة
( بِإِسْنَادِهِ )
: إِلَى أَبِي الزُّبَيْر الْمَكِّيّ عَنْ جَابِر . وَحَاصِل الْمَعْنَى وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْر الْمَكِّيّ اِثْنَانِ الْمُغِيرَة بْن زِيَاد وَمُغِيرَة بْن مُسْلِم أَبُو سَلَمَة ، فَمُحَمَّد بْن شُعَيْب رَوَى عَنْ الْمُغِيرَة بْن زِيَاد عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر بِلَفْظِ رَخَّصَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى النُّعْمَان بْن عَبْد السَّلَام وَشَبَابَة @

الصفحة 140