كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

( وَذَكَرَ )
: أَيْ سُهَيْل
( نَحْوه )
: أَيْ نَحْو حَدِيث مَالِك
( إِلَّا أَنَّهُ قَالَ بَرِيدًا )
: أَيْ لَا يَحِلّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر تُسَافِر بَرِيدًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَم . قَالَ النَّوَوِيّ : وَالْبَرِيد مَسِيرَة نِصْف يَوْم . وَقَالَ اِبْن الْأَثِير : هُوَ أَرْبَعَة فَرَاسِخ وَالْفَرْسَخ ثَلَاثَة أَمْيَال وَالْمِيل أَرْبَعَة آلَاف ذِرَاعٍ اِنْتَهَى .
1466 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا يَحِلّ )
: نَفْي مَعْنَاهُ نَهْي
( فَصَاعِدًا )
: هُوَ مَنْصُوب عَلَى الْحَال . قَالَ اِبْن مَالِك فِي شَرْح التَّسْهِيل : هُوَ بِحَذْفِ عَامِله وُجُوبًا أَيْ فَارْتَقَى ذَلِكَ صَاعِدًا أَوْ فَذَهَبَ صَاعِدًا
( ذُو مَحْرَم )
: بِفَتْحِ الْمِيم أَيْ حَرَام
( مِنْهَا )
: بِنَسَبٍ أَوْ صِهْر أَوْ رَضَاع ، إِلَّا أَنَّ مَالِكًا كَرِهَ تَنْزِيهًا سَفَرهَا مَعَ اِبْن زَوْجهَا لِفَسَادِ الزَّمَان وَحَدَاثَة الْحُرْمَة وَلِأَنَّ الدَّاعِي إِلَى النَّفْرَة عَنْ اِمْرَأَة الْأَب لَيْسَ كَالدَّاعِي إِلَى النَّفْرَة عَنْ سَائِر الْمَحَارِم ، وَالْمَرْأَة فِتْنَة إِلَّا فِيمَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ النُّفُوس مِنْ النَّفْرَة عَنْ مَحَارِم النَّسَب . وَقَوْله أَوْ زَوْجهَا وَفِي مَعْنَاهُ السَّيِّد وَلَوْ لَمْ يُرِدْ ذِكْر الزَّوْج لَقِيسَ عَلَى الْمَحْرَم قِيَاسًا جَلِيًّا . وَلَفْظ اِمْرَأَة عَامّ فِي جَمِيع النِّسَاء ، وَنَقَلَ عِيَاض عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ فِي الشَّابَّة أَمَّا الْكَبِيرَة الَّتِي لَا تُشْتَهَى فَتُسَافِر فِي كُلّ الْأَسْفَار بِلَا زَوْج وَلَا مَحْرَم . قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : وَهُوَ تَخْصِيص لِلْعُمُومِ بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَعْنَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ :@

الصفحة 153