كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

أَنَّهُمْ الْمُتَآكِلُونَ أَوْ الْمُعْتَمِدُونَ عَلَى النَّاس يَقُولُونَ نَحُجّ بَيْت اللَّه وَلَا يُطْعِمنَا وَسَأَلُوا فِي مَكَّة كَمَا سَأَلُوا فِي الطَّرِيق
( وَتَزَوَّدُوا )
: أَيْ خُذُوا زَادَكُمْ مِنْ الطَّعَام وَاتَّقُوا الِاسْتِطْعَام وَالتَّثْقِيل عَلَى الْأَنَام
( فَإِنَّ خَيْر الزَّاد التَّقْوَى )
: أَيْ الَّذِي يَتَّقِي صَاحِبه عَنْ السُّؤَال : فَمِنْ التَّقْوَى الْكَفّ عَنْ السُّؤَال وَالْإِبْرَام . وَمَفْعُول تَزَوَّدُوا مَحْذُوف هُوَ التَّقْوَى وَلَمَّا حَذَفَ مَفْعُوله أَتَى بِخَبَرِ إِنَّ ظَاهِرًا لِيَدُلّ عَلَى الْمَحْذُوف وَلَوْلَا الْمَحْذُوف لَأَتَى مُضْمَرًا ، كَذَا فِي جَامِع الْبَيَان . قَالَ فِي الْمِرْقَاة : فَفِي الْآيَة وَالْحَدِيث إِشَارَة إِلَى أَنَّ اِرْتِكَاب الْأَسْبَاب لَا يُنَافِي التَّوَكُّل بَلْ هُوَ الْأَفْضَل ، وَأَمَّا مَنْ أَرَادَ التَّوَكُّل الْمُجَرَّد فَلَا حَرَج عَلَيْهِ إِذَا كَانَ مُسْتَقِيمًا فِي حَاله غَيْر مُضْطَرِب حَيْثُ لَا يَخْطُر الْخَلْق بِبَالِهِ .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
1471 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ )
: إِثْم
( أَنْ تَبْتَغُوا )
: أَيْ فِي أَنْ تَبْتَغُوا
( فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ )
: عَطَاء وَرِزْقًا مِنْهُ بِالتِّجَارَةِ . وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ كَرِهُوا التِّجَارَة فِي الْحَجّ فَنَزَلَتْ
( فَأَمَرُوا )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَهَذَا أَمْر إِرْشَاد لَا أَمْر إِيجَاب
( أَفَاضُوا )
: أَيْ رَجَعُوا .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : فِي إِسْنَاده يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة وَأَخْرَجَهُ لَهُ مُسْلِم فِي الْمُتَابَعَة اِنْتَهَى .@

الصفحة 156