كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

1385 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَلَهُ مَا يُغْنِيه )
أَيْ عَنْ السُّؤَال وَيَكْفِيه بِقَدْرِ الْحَال
( خُمُوش )
أَيْ جُرُوح
( أَوْ خُدُوش أَوْ كُدُوح )
بِضَمِّ أَوَائِلهَا أَلْفَاظ مُتَقَارِبَة الْمَعَانِي جَمْع خَمْش وَخَدْش وَكَدْح . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْخُمُوش هِيَ الْخُدُوش يُقَال خَمَشْت الْمَرْأَة وَجْههَا إِذَا خَدَشَتْهُ بِظُفْرٍ أَوْ حَدِيدَة أَوْ نَحْوهَا ، وَالْكُدُوح الْآثَار مِنْ الْخُدُوش وَالْعَضّ وَنَحْوه وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْحِمَارِ مُكَدَّح لِمَا بِهِ مِنْ آثَار الْعِضَاض ، فَأَوْ هُنَا إِمَّا لِشَكِّ الرَّاوِي إِذْ الْكُلّ يُعْرِب عَنْ أَثَر مَا يَظْهَر عَلَى الْجِلْد وَاللَّحْم مِنْ مُلَاقَاة الْجَسَد مَا يُقَشِّر أَوْ يَجْرَح ، وَلَعَلَّ الْمُرَاد بِهَا آثَار مُسْتَنْكَرَة فِي وَجْهه حَقِيقَة أَوْ أَمَارَات لِيُعْرَف وَيُشْهَر بِذَلِكَ بَيْن أَهْل الْمَوْقِف أَوْ لِتَقْسِيمِ مَنَازِل السَّائِل فَإِنَّهُ مُقِلّ أَوْ مُكْثِر أَوْ مُفْرِط فِي الْمَسْأَلَة ، فَذَكَرَ الْأَقْسَام عَلَى حَسَب ذَلِكَ ، وَالْخَمْش أَبْلَغ فِي مَعْنَاهُ مِنْ الْخَدْش وَهُوَ أَبْلَغ مِنْ الْكَدْح إِذْ الْخَمْش فِي الْوَجْه وَالْخَدْش فِي الْجِلْد وَالْكَدْح فَوْق الْجِلْد ، وَقِيلَ الْخَدْش قَشْر الْجِلْد بِعُودٍ وَالْخَمْش قَشْره بِالْأَظْفَارِ وَالْكَدْح الْعَضّ ، وَهِيَ فِي أَصْلهَا مَصَادِر لَكِنَّهَا لَمَّا جُعِلَتْ أَسْمَاء لِلْآثَارِ جُمِعَتْ
( حِفْظِي )@

الصفحة 30