كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
الْعَقَبَة
( قَدْ وَقَفْت هَا هُنَا )
: يَعْنِي عِنْد الصَّخَرَات وَعَرَفَة كُلّهَا مَوْقِف يَصِحّ الْوُقُوف فِيهَا . وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ مَنْ وَقَفَ فِي أَيّ جُزْء كَانَ مِنْ عَرَفَات صَحَّ وُقُوفه وَلَهَا أَرْبَع حُدُود ، حَدّ إِلَى جَادَّة طَرِيق الْمَشْرِق ، وَالثَّانِي إِلَى حَافَّات الْجَبَل الَّذِي وَرَاء أَرْضهَا ، وَالثَّالِث إِلَى الْبَسَاتِين الَّتِي تَلِي قَرْنَيْهَا عَلَى يَسَار مُسْتَقْبِل الْكَعْبَة ، وَالرَّابِع وَادِي عُرَنَة بِضَمِّ الْعَيْن وَبِالنُّونِ وَلَيْسَتْ هِيَ وَلَا نَمِرَة مِنْ عَرَفَات وَلَا مِنْ الْحَرَم
( وَمُزْدَلِفَة كُلّهَا مَوْقِف )
: فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهَا كُلّهَا مَوْقِف كَمَا أَنَّ عَرَفَات كُلّهَا مَوْقِف قَالَهُ فِي نَيْل الْأَوْطَار مَوْقِف .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ بِنَحْوِهِ .
( فَانْحَرُوا فِي رِحَالكُمْ )
: الْمُرَاد بِالرِّحَالِ ، الْمَنَازِل . قَالَ أَهْل اللُّغَة : رَحْل الرَّجُل مَنْزِله سَوَاء كَانَ مِنْ حَجَر أَوْ مَدَر أَوْ شَعْر أَوْ وَبَر .
( وَاِتَّخِذُوا )
: بِكَسْرِ الْخَاء عَلَى الْأَمْر وَهِيَ إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْنِ وَالْأُخْرَى بِالْفَتْحِ عَلَى الْخَبَر ، وَالْأَمْر دَالّ عَلَى الْوُجُوب . قَالَ فِي الْفَتْح : لَكِنْ اِنْعَقَدَ الْإِجْمَاع عَلَى جَوَاز الصَّلَاة إِلَى جَمِيع جِهَات الْكَعْبَة فَدَلَّ عَلَى عَدَم التَّخْصِيص ، وَهَذَا بِنَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِمَقَامِ إِبْرَاهِيم الَّذِي فِيهِ أَثَر قَدَمَيْهِ وَهُوَ مَوْجُود الْآن . وَقَالَ مُجَاهِد الْمُرَاد بِمَقَامِ إِبْرَاهِيم الْحَرَم كُلّه وَالْأَوَّل أَصَحّ
( فَقَرَأَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ )
: أَيْ قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْقِرَاءَة بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ@
الصفحة 388