كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

مَعَ فَاتِحَة الْكِتَاب وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجُوب هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَة وَهُوَ مَرْوِيّ عَنْ الشَّافِعِيّ فِي أَحَد قَوْلَيْهِ إِلَى أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ ، وَاسْتَدَلُّوا بِالْآيَةِ الْمَذْكُورَة ، وَأُجِيبَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ الْأَمْر فِيهَا إِنَّمَا هُوَ بِاِتِّخَاذِ الْمُصَلَّى لَا بِالصَّلَاةِ .
وَقَدْ قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَغَيْره إِنَّ قَوْله ( مُصَلًّى )
: أَيْ قِبْلَة اِنْتَهَى . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي إِسْنَاد هَذَا الْحَدِيث وَمَعْنَاهُ تَحْت حَدِيث حَاتِم بْن إِسْمَاعِيل بِمَا ذَكَرَهُ النَّوَوِيّ ، لَكِنْ يَظْهَر مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَة أَنَّ قَوْله فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ هُوَ قَوْل مُدْرَج مِنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ عَلَى مَا ذَكَرَهُ جَابِر ، وَكَذَا قَوْله قَالَ عَلِيّ بِالْكُوفَةِ فَذَهَبْت مُحَرِّشًا إِلَى آخِر قِصَّة فَاطِمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا هُوَ ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن عَلِيّ مُنْقَطِعًا مِنْ غَيْر ذِكْر جَابِر وَاَللَّه أَعْلَم .
1631 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَمَنْ دَانَ دِينهَا )
: أَيْ تَبِعَهُمْ وَاِتَّخَذَ دِينهمْ دِينًا
( يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ )
: أَيْ حِين يَقِف النَّاس بِعَرَفَة
( وَكَانُوا )
: أَيْ قُرَيْش
( يُسَمُّونَ الْحُمْس )
: جَمَعَ أَحْمَس مِنْ الْحَمَاسَة بِمَعْنَى الشَّجَاعَة وَالشِّدَّة وَبِهِ لَقَب قُرَيْش وَكِنَانَة وَمَنْ قَبْلهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة ، لِتَحَمُّسِهِمْ فِي دِينهمْ أَوْ لِالْتِجَائِهِمْ إِلَى الْحُمَسَاء وَهِيَ الْكَعْبَة لِأَنَّ أَحْجَارهَا أَبْيَض@

الصفحة 389