كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

إِلَى السَّوَاد وَهُوَ يَكُون شَدِيدًا وَالْحَاصِل أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ قَبْل الْإِسْلَام تَقِف بِالْمُزْدَلِفَةِ وَهِيَ مِنْ الْحَرَم وَلَا يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ ، وَكَانَ سَائِر الْعَرَب يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ ، وَكَانَتْ قُرَيْش تَقُول : نَحْنُ أَهْل الْحَرَم فَلَا نَخْرُج مِنْهُ
( سَائِر الْعَرَب )
: يَعْنِي بَقِيَّتهمْ
( يَقِفُونَ بِعَرَفَة )
: عَلَى الْعَادَة الْقَدِيمَة
( ثُمَّ يُفِيض مِنْهَا )
: الْإِفَاضَة الدَّفْع فِي السَّيْر ، وَأَصْلهَا الصَّبّ ، فَاسْتُعِيرَ لِلدَّفْعِ فِي السَّيْر ، وَأَصْله أَفَاضَ نَفْسه أَوْ رَاحِلَته ، ثُمَّ تَرَكَ الْمَفْعُول رَأْسًا حَتَّى صَارَ كَاللَّازِمِ
( ثُمَّ أَفِيضُوا )
: أَيْ اِدْفَعُوا
( مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس )
: أَيْ عَامَّتهمْ وَهُوَ عَرَفَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
1632 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَوْم التَّرْوِيَة )
: هُوَ الثَّامِن مِنْ ذِي الْحِجَّة
( يَوْم عَرَفَة )
: هُوَ التَّاسِع مِنْ ذِي الْحِجَّة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ . وَذَكَرَ أَنَّ شُعْبَة قَالَ لَمْ يَسْمَع الْحَكَم مِنْ مِقْسَم إِلَّا خَمْسَة أَشْيَاء وَعَدَّهَا ، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيث فِيمَا عَدَّ شُعْبَة ، فَعَلَى هَذَا يَكُون هَذَا مُنْقَطِعًا اِنْتَهَى .@

الصفحة 390