كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
الْإِمَام اِنْتَهَى .
( قِفُوا عَلَى مَشَاعِركُمْ )
: أَيْ مَوَاضِع نُسُككُمْ وَمَوَاقِفكُمْ الْقَدِيمَة فَإِنَّهَا جَاءَتْكُمْ مِنْ إِرْث إِبْرَاهِيم وَلَا تُحَقِّرُوا شَأْن مَوْقِفكُمْ بِسَبَبِ بُعْده عَنْ مَوْقِف الْإِمَام . وَالْمَشَاعِر جَمْع الْمَشْعَر وَهُوَ الْعِلْم أَنَّ مَوْضِع النُّسُك وَالْعِبَادَة . قَالَ الطِّيبِيُّ : وَالْمَقْصُود دَفْع أَنْ يُتَوَهَّم أَنَّ الْمَوْقِف مَا اِخْتَارَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَطْيِيب خَاطِرهمْ بِأَنَّهُمْ عَلَى إِرْث أَبِيهِمْ وَسُنَنه اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث اِبْن مِرْبَع الْأَنْصَارِيّ حَدِيث حَسَن لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار . وَابْن مِرْبَع اِسْمه يَزِيد بْن مِرْبَع الْأَنْصَارِيّ وَإِنَّمَا يُعْرَف لَهُ هَذَا الْحَدِيث الْوَاحِد . هَذَا آخِر كَلَامه . وَقَالَ غَيْره : اِسْمه عَبْد اللَّه وَقِيلَ زَيْد . وَمِرْبَع بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون الرَّاء الْمُهْمَلَة وَفَتْح الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيفهَا .
1640 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ أَفَاضَ )
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ صَدَرَ رَاجِعًا إِلَى مِنًى ، وَأَصْل الْفَيْض السَّيَلَان ، يُقَال فَاضَ الْمَاء إِذَا سَالَ وَأَفَضْته إِذَا أَسَلْته
( وَعَلَيْهِ السَّكِينَة )
: أَيْ فِي السَّيْر وَالْمُرَاد السَّيْر بِالرِّفْقِ وَعَدَم الْمُزَاحَمَة
( وَرَدِيفه )
: وَهُوَ الرَّاكِب خَلْفه
( أُسَامَة )@
الصفحة 397