كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
يَسِير النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْرًا وَسَطًا
( وَيَقُول السَّكِينَة )
: أَيْ اِلْزَمُوا السَّكِينَة
( وَدَفَعَ )
: أَيْ رَجَعَ مِنْ عَرَفَات .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ أَتَمّ مِنْهُ وَقَالَ حَسَن صَحِيح لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث عَلِيّ مِنْ هَذَا الْوَجْه .
1642 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( سُئِلَ أُسَامَة بْن زَيْد )
: خُصَّ بِالسُّؤَالِ لِأَنَّهُ كَانَ رَدِيفه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مِنْ عَرَفَة إِلَى الْمُزْدَلِفَة
( حِين دَفَعَ )
: أَيْ اِنْصَرَفَ مِنْ عَرَفَة إِلَى الْمُزْدَلِفَة . قِيلَ إِنَّمَا يُسْتَعْمَل الدَّفْع فِي الْإِفَاضَة لِأَنَّ النَّاس فِي مَسِيرهمْ ذَلِكَ يَدْفَع بَعْضهمْ بَعْضًا . وَقِيلَ حَقِيقَة دَفَعَ أَيْ دَفَعَ نَفْسه عَنْ عَرَفَة وَنَحَّاهَا
( قَالَ )
: أَيْ أُسَامَة
( كَانَ يَسِير الْعَنَق )
: بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ السَّيْر السَّرِيع وَقِيلَ مَا بَيْن الْإِبْطَاء وَالْإِسْرَاع فَوْق الْمَشْي وَانْتِصَابه عَلَى الْمَصْدَرِيَّة كَقَوْلِهِمْ رَجَعَ الْقَهْقَرَى ، أَوْ الْوَصْفِيَّة ، أَيْ يَسِير السَّيْر الْعَنَق
( فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَة )
: بِفَتْحٍ أَيْ سَعَة وَمَكَانًا خَالِيًا عَنْ الْمَارَّة وَالْفَجْوَة الْفُرْجَة بَيْن الشَّيْئَيْنِ
( نَصَّ )
: بِتَشْدِيدِ الصَّاد الْمُهْمَلَة أَيْ سَارَ سَيْرًا أَسْرَع وَحَرَّكَ النَّاقَة يَسْتَخْرِج أَقْصَى سَيْرهَا . قِيلَ أَصْل النَّصّ الِاسْتِقْصَاء وَالْبُلُوغ إِلَى الْغَايَة أَيْ سَاقَ دَابَّته سَوْقًا شَدِيدًا حَتَّى اِسْتَخْرَجَ أَقْصَى مَا عِنْدهَا . قَالَ الطِّيبِيُّ : الْعَنَق الْمَشْي وَالنَّصّ فَوْق الْعَنَق ، وَلَعَلَّ النُّكْتَة الْمُبَادَرَة وَالْمُسَارَعَة إِلَى الْعِبَادَة الْمُسْتَقْبَلَة وَالطَّاعَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .@
الصفحة 401