كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
تَوَضَّأَ ثَانِيًا لِحَدَثٍ طَارِئٍ
( ثُمَّ أَنَاخَ كُلّ إِنْسَان بَعِيرَهُ )
: قَالَ الْعَيْنِيّ : كَأَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ خَشْيَة مَا يَحْصُل فِيهَا مِنْ التَّشْوِيش بِقِيَامِهَا .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون الْمِيم هُوَ الْمُزْدَلِفَة .
1645 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( صَلَّى الْمَغْرِب وَالْعِشَاء بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا سُنَّة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَمْع بَيْن هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ بِالْمُزْدَلِفَةِ فِي وَقْت الْآخِرَة مِنْهُمَا ، كَمَا سَنَّ الْجَمْع بَيْن الظُّهْر وَالْعَصْر بِعَرَفَة فِي الْأُولَى مِنْهُمَا ، وَمَعْنَاهُ الرُّخْصَة دُون الْعَزِيمَة إِلَّا أَنَّ الْمُسْتَحَبّ مُتَابَعَة السُّنَّة وَالتَّمَسُّك بِهَا ، وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ فَرَّقَ بَيْن هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ فَصَلَّى كُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي وَقْتهمَا ، صَلَّاهُمَا قَبْل أَنْ يَنْزِل الْمُزْدَلِفَة ، فَقَالَ أَكْثَر الْفُقَهَاء إِنَّ ذَلِكَ يَجْزِيه مَعَ الْكَرَاهَة لِفِعْلِهِ . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَأَصْحَابه إِنْ صَلَّاهُمَا قَبْل أَنْ يَأْتِي جَمْعًا كَانَ عَلَيْهِ الْإِعَادَة ، وَحَكَى نَحْوًا مِنْ هَذَا عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ غَيْر أَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْن الظُّهْر وَالْعَصْر أَجْزَأَهُ عَلَى الْكَرَاهَة وَلَمْ يَرَوْا عَلَيْهِ الْإِعَادَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ . فِي رِوَايَة بِإِقَامَةِ جَمْع بَيْنهمَا . وَفِي رِوَايَة صَلَّى كُلّ صَلَاة بِإِقَامَةٍ . وَفِي رِوَايَة الشَّافِعِيّ وَمَنْ وَافَقَهُ أَنَّهُ يُقِيم لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا لَا يُؤَذِّن لِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا اِنْتَهَى .@
الصفحة 403