كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

صَاحِبَة بَيْت يَكُون فِيهِ الْأَصْنَام
( يَوْم الرُّءُوس )
: بِضَمِّ الرَّاء وَالْهَمْزَة بَعْدهَا ، وَهُوَ الْيَوْم الثَّانِي مِنْ أَيَّام التَّشْرِيق ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ فِيهِ رُءُوس الْأَضَاحِيّ . قَالَ إِمَام الْفَنّ جَاد اللَّه الزَّمَخْشَرِيّ فِي أَسَاس الْبَلَاغَة : أَهْل مَكَّة يُسَمُّونَ يَوْم الْقَرّ يَوْم الرُّءُوس لِأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ فِيهِ رُءُوس الْأَضَاحِيّ اِنْتَهَى . وَهَذَا مِنْ أَلْفَاظ الْمَجَاز وَلِذَا لَمْ يَذْكُرهُ أَصْحَاب اللُّغَة كَصَاحِبِ الْمِصْبَاح وَالْقَامُوس وَاللِّسَان وَغَيْرهمْ .
وَأَمَّا يَوْم الْقَرّ فَقَالَ فِي الْمِصْبَاح قِيلَ الْيَوْم الْأَوَّل مِنْ أَيَّام التَّشْرِيق يَوْم الْقَرّ لِأَنَّ النَّاس يَقِرُّونَ فِي مِنًى
( أَيّ يَوْم هَذَا )
: سَأَلَ عَنْهُ وَهُوَ عَالِم بِهِ لِتَكُونَ الْخُطْبَة أَوْقَع فِي قُلُوبهمْ وَأَثْبَت
( اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم )
: هَذَا مِنْ حُسْن الْأَدَب فِي الْجَوَاب لِلْأَكَابِرِ وَالِاعْتِرَاف بِالْجَهْلِ ، وَلَعَلَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اِسْمه كَمَا وَقَعَ فِي حَدِيث أَبِي بَكْرَة
( عَمّ أَبِي حُرَّة )
: بِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الرَّاء ، وَاسْم أَبِي حُرَّة حَنِيفَة . وَقِيلَ حَكِيم
( الرَّقَاشِيِّ )
: بِفَتْحِ الرَّاء وَتَخْفِيف الْقَاف وَبَعْد الْأَلِف شِين مُعْجَمَة .@

الصفحة 432