كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

إِلَى مَكَّة أَقْرَب فَهِيَ فِي ذِي الْقَعْدَة أَيْضًا سَنَة ثَمَانٍ وَهِيَ بَعْد الْفَتْح
( وَالرَّابِعَة الَّتِي قَرَنَ مَعَ حَجَّته )
: هِيَ فِي سَنَة عَشْر وَكَانَتْ أَفْعَالهَا فِي ذِي الْحَجَّة بِلَا خِلَاف ، وَأَمَّا إِحْرَامهَا فَالصَّحِيح أَنَّهُ كَانَ فِي ذِي الْقَعْدَة . كَذَا فِي عُمْدَة الْقَارِيّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : غَرِيب وَذَكَرَ أَنَّهُ رُوِيَ مُرْسَلًا .
1703 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( هُدْبَة )
: بِضَمِّ الْهَاء وَسُكُون الدَّال وَفِي صَحِيح هَدَّاب وَهُمَا وَاحِد
( إِلَّا الَّتِي مَعَ حَجَّته )
: أَيْ الْعُمْرَة كُلّهَا فِي ذِي الْقَعْدَة إِلَّا الَّتِي فِي حَجَّته كَانَتْ فِي ذِي الْحِجَّة قَالَهُ الْحَافِظ وَقَالَ اِبْن الْقَيِّم : وَلَا تَنَاقُض بَيْن حَدِيث أَنَس أَنَّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَة إِلَّا الَّتِي مَعَ حَجَّته وَبَيَّنَ قَوْل عَائِشَة وَابْن عَبَّاس لَمْ يَعْتَمِر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَة ، لِأَنَّ مَبْدَأ عُمْرَة الْقِرَان كَانَ فِي ذِي الْقَعْدَة وَنِهَايَتهَا كَانَ فِي ذِي الْحِجَّة مَعَ اِنْقِضَاء الْحَجّ ، فَعَائِشَة وَابْن عَبَّاس أَخْبَرَا عَنْ اِبْتِدَائِهَا وَأَنَس أَخْبَرَ عَنْ اِنْقِضَائِهَا
( أَتْقَنْت )
: مِنْ الْإِتْقَان وَهُوَ الْحِفْظ وَالضَّبْط التَّامّ
( مِنْ هَا هُنَا )
: الَّذِي يَأْتِي بَعْد ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ قَوْله عُمْرَة زَمَن الْحُدَيْبِيَة إِلَى آخِر الْحَدِيث
( مِنْ هُدْبَة )
: بْن خَالِد
( وَسَمِعْته )
: أَيْ الْقَوْل الْمَذْكُور آنِفًا
( مِنْ أَبِي الْوَلِيد )
: الطَّيَالِسِيِّ
( وَلَمْ أَضْبُطهُ )
: أَيْ لَمْ أَحْفَظهُ كَمَا يَنْبَغِي ثُمَّ شَرَعَ فِي بَيَان لَفْظ هُدْبَة فَقَالَ
( عُمْرَة زَمَن الْحُدَيْبِيَة )
: نَصَبَ بِاعْتَمَرَ وَهِيَ الْعُمْرَة الْأُولَى
( أَوْ مِنْ الْحُدَيْبِيَة )
: هَذَا شَكّ مِنْ أَحَد الرُّوَاة فَوْق أَبِي دَاوُدَ ، وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم بِالشَّكِّ وَأَمَّا @

الصفحة 471