كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)
هُوَ مَنْزِل نَزَلَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِلِاسْتِرَاحَةِ بَعْد الزَّوَال فَصَلَّى فِيهِ الْعَصْرَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ وَبَاتَ فِيهِ لَيْلَة الرَّابِع عَشَر ، لَكِنْ لَمَّا نَزَلَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ النُّزُول بِهِ مُسْتَحَبًّا اِتِّبَاعًا لَهُ وَقَدْ فَعَلَهُ بَعْده الْخُلَفَاء .
1717 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لِيَكُونَ أَسْمَح لِخُرُوجِهِ )
: أَيْ أَسْهَل لِخُرُوجِهِ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَة
( فَمَنْ شَاءَ نَزَلَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَنْزِلهُ )
: قَالَ النَّوَوِيّ : وَإِنَّ عَائِشَة وَابْن عَبَّاس كَانَ لَا يَقُولَانِ بِهِ وَيَقُولَانِ هُوَ مَنْزِل اِتِّفَاقِيّ لَا مَقْصُود فَحَصَلَ خِلَاف بَيْن الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ . وَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَمَالِك وَالْجُمْهُور اِسْتِحْبَابه اِقْتِدَاء بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ وَغَيْرهمْ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ تَرَكَهُ لَا شَيْء عَلَيْهِ ، وَيُسْتَحَبّ أَنْ يُصَلِّي بِهِ الظُّهْر وَالْعَصْر وَالْمَغْرِب وَالْعِشَاء وَيَبِيت مِنْ بَعْض اللَّيْل أَوْ كُلّه اِقْتِدَاء بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُحَصَّب بِفَتْحِ الْحَاء وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالْحَصْبَة بِفَتْحِ الْحَاء وَإِسْكَان الصَّاد وَالْأَبْطَح وَالْبَطْحَاء وَخَيْف بَنِي كِنَانَة اِسْم لِشَيْءٍ وَاحِد وَأَصْل الْخَيْف كُلّ مَا اِنْحَدَرَ عَنْ الْجَبَل وَارْتَفَعَ عَنْ الْمَسِيل . قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ وَتَبِعَهُ عِيَاض : اِسْم لِمَكَانٍ مُتَّسِع بَيْن مَكَّة وَمِنًى ، وَهُوَ أَقْرَب إِلَى مِنًى ، وَيُقَال لَهُ الْأَبْطَح وَالْبَطْحَاء وَخَيْف بَنِي كِنَانَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .@
الصفحة 491