كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ فِي فَضْل الْقِيَام بِالسِّقَايَةِ وَالثَّنَاء عَلَى أَهْلهَا وَاسْتِحْبَاب الشُّرْب مِنْهَا .
1728 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ قَالَ رَجُل )
: وَلَفْظ مُسْلِم : قَالَ كُنْت جَالِسًا مَعَ اِبْن عَبَّاس عِنْد الْكَعْبَة فَأَتَاهُ أَعْرَابِيّ
( مَا بَال أَهْل هَذَا الْبَيْت )
: يُرِيد أَهْل بَيْت عَبَّاس وَلَفْظ مُسْلِم : فَقَالَ مَا لِي أَرَى بَنِي عَمّكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَل وَاللَّبَن وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذ أَمِنْ حَاجَة بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْل
( أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ )
: أَيْ فَعَلْتُمْ الْحَسَن الْجَمِيل .
وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ فَضْل الْقِيَام بِالسِّقَايَةِ . وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يَشْرَب الْحَاجّ وَغَيْره مِنْ نَبِيذ سِقَايَة الْعَبَّاس لِهَذَا الْحَدِيث . وَهَذَا النَّبِيذ بِزَبِيبٍ أَوْ تَمْر أَوْ غَيْره بِحَيْثُ يَطِيب طَعْمه وَلَا يَكُون مُسْكِرًا ، فَأَمَّا إِذَا طَالَ زَمَنه وَصَارَ مُسْكِرًا فَهُوَ حَرَام . وَفِيهِ دَلِيل عَلَى اِسْتِحْبَاب الثَّنَاء عَلَى أَصْحَاب السِّقَايَة وَكُلّ صَانِع جَمِيل . قَالَهُ النَّوَوِيّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .@

الصفحة 503