كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

1411 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أُتِيَ )
: بِضَمِّ الْهَمْزَة مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ
( بِلَحْمٍ )
: أَيْ بِلَحْمِ الشَّاة
( تُصُدِّقَ بِهِ )
: بِضَمِّ أَوَّله وَثَانِيه
( عَلَى بَرِيرَة )
: مُوَلَّاة عَائِشَة
( فَقَالَ هُوَ )
: أَيْ اللَّحْم الْمُتَصَدَّق بِهِ عَلَى بَرِيرَة
( لَهَا صَدَقَة وَلَنَا هَدِيَّة )
: قَالَ اِبْن مَالِك يَجُوز فِي صَدَقَة الرَّفْع عَلَى أَنَّهُ خَبَر هُوَ وَلَهَا صِفَة قُدِّمَتْ فَصَارَتْ حَالًا ، وَيَجُوز النَّصْب فِيهَا عَلَى الْحَال وَالْخَبَر لَهَا اِنْتَهَى . وَالصَّدَقَة مِنْحَة لِثَوَابِ الْآخِرَة ، وَالْهَدِيَّة تَمْلِيك الْغَيْر شَيْئًا تَقَرُّبًا إِلَيْهِ ، وَإِكْرَامًا لَهُ ، فَفِي الصَّدَقَة نَوْع ذُلّ لِلْآخِذِ ، فَلِذَلِكَ حُرِّمَتْ الصَّدَقَة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُون الْهَدِيَّة ، وَقِيلَ لِأَنَّ الْهَدِيَّة يُثَاب عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا فَتَزُول الْمِنَّة ، وَالصَّدَقَة يُرَاد بِهَا ثَوَاب الْآخِرَة فَتَبْقَى الْمِنَّة وَلَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَمُنّ عَلَيْهِ غَيْر اللَّه . وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ : إِذَا تُصُدِّقَ عَلَى الْمُحْتَاج بِشَيْءٍ مَلَكَهُ وَصَارَ لَهُ كَسَائِرِ مَا يَمْلِكهُ فَلَهُ أَنْ يُهْدِي بِهِ غَيْره كَمَا لَهُ أَنْ يُهْدِي سَائِر أَمْوَاله بِلَا فَرْق ذَكَرَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .@

الصفحة 73