كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

: أَيْ فَذَهَبَ عُمَر إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفِي بَعْض النُّسَخ فَانْطَلَقُوا
( إِنَّهُ )
: أَيْ الشَّأْن
( كَبُرَ )
: أَيْ عَظُمَ
( هَذِهِ الْآيَة )
: أَيْ حُكْمهَا وَالْعَمَل بِهَا لِمَا فِيهَا مِنْ عُمُوم مَنْع الْجَمْع
( إِلَّا لِيُطَيِّب )
: مِنْ التَّفْعِيل أَيْ لِيُحِلّ اللَّه بِأَدَاءِ الزَّكَاة لَكُمْ
( مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالكُمْ )
: قَالَ اللَّه تَعَالَى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } وَمَعْنَى التَّطْيِيب أَنَّ أَدَاء الزَّكَاة إِمَّا أَنْ يُحِلّ مَا بَقِيَ مِنْ مَاله الْمَخْلُوط بِحَقِّ الْفُقَرَاء وَإِمَّا أَنْ يُزَكِّيه مِنْ تَبَعَة مَا لَحِقَ بِهِ مِنْ إِثْم مَنْع حَقّ اللَّه تَعَالَى . وَحَاصِل الْجَوَاب أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَنْزِ مَنْع الزَّكَاة لَا الْجَمْع مُطْلَقًا
( وَإِنَّمَا فَرْض الْمَوَارِيث )
: عَطْف عَلَى قَوْله إِنَّ اللَّه لَمْ يَفْرِض الزَّكَاة كَأَنَّهُ قِيلَ : إِنَّ اللَّه لَمْ يَفْرِض الزَّكَاة إِلَّا لِكَذَا أَوْ لَمْ يَفْرِض الْمَوَارِيث إِلَّا لِيَكُونَ طَيِّبًا لِمَنْ يَكُون بَعْدكُمْ . وَالْمَعْنَى لَوْ كَانَ الْجَمْع مَحْظُورًا مُطْلَقًا لَمَا اِفْتَرَضَ اللَّه الزَّكَاة وَلَا الْمِيرَاث
( لِتَكُونَ )
: أَيْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيث لِتَكُونَ الْمَوَارِيث لِمَنْ بَعْدكُمْ فَقَالَ : أَيْ اِبْن عَبَّاس
( فَكَبَّرَ عُمَر )
: أَيْ قَالَ اللَّه أَكْبَر فَرَحًا بِكَشْفِ الْحَال وَرَفْع الْإِشْكَال ثُمَّ
( قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( لَهُ )
: أَيْ لِعُمَر
( أَلَا أُخْبِرك )
: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَلَا لِلتَّنْبِيهِ وَأَنْ تَكُون الْهَمْزَة اِسْتِفْهَامِيَّة وَلَا نَافِيَة
( بِخَيْرِ مَا يَكْنِز الْمَرْء )
: أَيْ بِأَفْضَل مَا يَقْتَنِيه وَيَتَّخِذهُ لِعَاقِبَتِهِ
( الْمَرْأَة الصَّالِحَة )
: أَيْ الْجَمِيلَة ظَاهِرًا وَبَاطِنًا قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمَرْأَة مُبْتَدَأ وَالْجُمْلَة الشَّرْطِيَّة خَبَره وَيَجُوز أَنْ يَكُون خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف وَالْجُمْلَة الشَّرْطِيَّة بَيَان . قِيلَ فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَة أَنْفَع مِنْ الْكَنْز الْمَعْرُوف فَإِنَّهَا خَيْر مَا يَدَّخِرهَا الرَّجُل لِأَنَّ النَّفْع @

الصفحة 82