كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

الْعُصْفُرِيّ هُوَ الْعَبَّاس الْقِلَّوْرِيّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيث وَسُلَيْمَان بْن قَرْم تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد اِنْتَهَى .
1424 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ اِسْتَعَاذَ )
: أَيْ مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ الْإِعَاذَة مُسْتَغِيثًا
( بِاَللَّهِ فَأَعِيذُوهُ )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ مَنْ اِسْتَعَاذَ بِكُمْ وَطَلَبَ مِنْكُمْ دَفْع شَرّكُمْ أَوْ شَرّ غَيْركُمْ قَائِلًا : بِاَللَّهِ عَلَيْك أَنْ تَدْفَع عَنِّي شَرّك فَأَجِيبُوهُ ، وَادْفَعُوا عَنْهُ الشَّرّ تَعْظِيمًا لِاسْمِ اللَّه تَعَالَى ، فَالتَّقْدِير مَنْ اِسْتَعَاذَ مِنْكُمْ مُتَوَسِّلًا بِاَللَّهِ مُسْتَعْطِفًا بِهِ ، وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْبَاء صِلَة اِسْتَعَاذَ ، أَيْ مَنْ اِسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ فَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُ بَلْ أَعِيذُوهُ ، وَادْفَعُوا عَنْهُ الشَّرّ فَوَضَعَ أَعِيذُوا مَوْضِع اِدْفَعُوا ، وَلَا تَتَعَرَّضُوا مُبَالَغَة
( فَأَعْطُوهُ )
: أَيْ تَعْظِيمًا لِاسْمِ اللَّه وَشَفَقَة عَلَى حَقّ اللَّه
( وَمَنْ دَعَاكُمْ )
: أَيْ إِلَى دَعْوَة
( فَأَجِيبُوهُ )
: أَيْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَانِع شَرْعِيّ
( وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا )
: أَيْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ إِحْسَانًا قَوْلِيًّا أَوْ فِعْلِيًّا
( فَكَافَئُوهُ )
: مِنْ الْمُكَافَأَة أَيْ أَحْسِنُوا إِلَيْهِ مِثْل مَا أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْك } .
( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ )
: أَيْ بِالْمَالِ وَالْأَصْل تُكَافِئُونَ فَسَقَطَ النُّون @

الصفحة 89