كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 5)

بِلَا نَاصِب وَجَازِم إِمَّا تَخْفِيفًا أَوْ سَهْوًا مِنْ النَّاسِخِينَ كَذَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ وَالْمُعْتَمَد الْأَوَّل لِأَنَّ الْحَدِيث عَلَى الْحِفْظ مُعَوَّل وَنَظِيره " كَمَا تَكُونُوا يُوَلَّ عَلَيْكُمْ " عَلَى مَا رَوَاهُ الدَّيْلَمِيّ فِي مُسْنَد الْفِرْدَوْس عَنْ أَبِي بَكْرَة
( فَادْعُوَا لَهُ )
: أَيْ لِلْمُحْسِنِ يَعْنِي فَكَافِئُوهُ بِالدُّعَاءِ لَهُ
( حَتَّى تَرَوْا )
: بِضَمِّ التَّاء أَيْ تَظُنُّوا وَبِفَتْحِهَا أَيْ تَعْلَمُوا أَوْ تَحْسَبُوا
( أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ )
: أَيْ كَرِّرُوا الدُّعَاء حَتَّى تَظُنُّوا أَنْ قَدْ أَدَّيْتُمْ حَقّه . وَقَدْ جَاءَ مِنْ حَدِيث أُسَامَة مَرْفُوعًا : " مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوف فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاك اللَّه خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاء " رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّان ، فَدَلَّ هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ مَنْ قَالَ لِأَحَدٍ جَزَاك اللَّه خَيْرًا مَرَّة وَاحِدَة فَقَدْ أَدَّى الْعِوَض وَإِنْ كَانَ حَقّه كَثِيرًا .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ النِّسَائِيّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
مِنْ نَصَرَ يَنْصُر
( مِنْ مَاله )
: فَلَا يَبْقَى فِي يَده شَيْء أَيْ مَنْ تَصَدَّقَ بِمَالِهِ كُلّه أَجْمَع كَيْف حُكْمه .@

الصفحة 90