كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)
وَفِي بَنِي أَسَد يَعْتَرِف لَهُمْ الْعَرَب
( رَأَى زَيْدًا )
: أَيْ اِبْن حَارِثَة
( وَأُسَامَة )
: أَيْ اِبْن زَيْد مُتَبَنَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قَدْ غَطَّيَا )
: أَيْ سَتَرَا
( بِقَطِيفَةٍ )
: أَيْ كِسَاء غَلِيظ
( وَبَدَتْ )
: أَيْ ظَهَرَتْ
( كَانَ أُسَامَة أَسْوَد )
: كَانَتْ أُمّه حَبَشِيَّة سَوْدَاء ، اِسْمهَا بَرَكَة وَكُنْيَتهَا أُمّ أَيْمَن .
قَالَ الْخَطَّابِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى ثُبُوت أَمْر الْقَافَة وَصِحَّة الْحُكْم بِقَوْلِهِمْ فِي إِلْحَاق الْوَلَد ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُظْهِر السُّرُور إِلَّا بِمَا هُوَ حَقّ عِنْده ، وَكَانَ النَّاس قَدْ اِرْتَابُوا فِي زَيْد بْن حَارِثَة وَابْنه أُسَامَة ، وَكَانَ زَيْد أَبْيَض وَأُسَامَة أَسْوَد ، فَتَمَارَى النَّاس فِي ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا بِقَوْلٍ كَانَ يَسُوء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَاعه ، فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الْقَوْل مِنْ مُجَزِّز فَرِحَ بِهِ وَسُرِّيَ عَنْهُ . وَمِمَّنْ أَثْبَتَ الْحُكْم بِالْقَافَةِ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَابْن عَبَّاس ، وَبِهِ قَالَ عَطَاء وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْأَوْزَاعِيُّ وَمَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل ، وَهُوَ قَوْل عَامَّة أَصْحَاب الْحَدِيث .
وَقَالَ أَصْحَاب الرَّأْي فِي الْوَلَد الْمُشْكِل يَدَّعِيه اِثْنَانِ يُقْضَى بِهِ لَهُمَا وَأُبْطِلَ الْحُكْم بِالْقَافَةِ اِنْتَهَى .
( بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ )
: أَيْ بِإِسْنَادِ الْحَدِيث الْمَذْكُور وَمَعْنَاهُ
( قَالَ )
: أَيْ اللَّيْث فِي رِوَايَته
( تَبْرُق )
: بِفَتْحِ التَّاء وَضَمّ الرَّاء أَيْ تُضِيء وَتَسْتَنِير مِنْ السُّرُور وَالْفَرَح .@
الصفحة 358