كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)
وَفِي بَعْض النُّسَخ غَلَبَا بِالْمُوَحَّدَةِ
( مُتَشَاكِسُونَ )
: أَيْ مُتَنَازِعُونَ
( فَمَنْ قُرِعَ )
: أَيْ فَمَنْ خَرَجَ الْقُرْعَة بِاسْمِهِ
( وَعَلَيْهِ )
: أَيْ عَلَى مَنْ خَرَجَ بِاسْمِهِ الْقُرْعَة
( ثُلُثَا الدِّيَة )
: أَيْ ثُلُثَا الْقِيمَة ، وَالْمُرَاد قِيمَة الْأُمّ فَإِنَّهَا اِنْتَقَلَتْ إِلَيْهِ مِنْ يَوْم وَقَعَ عَلَيْهَا بِالْقِيمَةِ . كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود . وَرَوَى الْحَدِيث الْحُمَيْدِيّ فِي مُسْنَده وَقَالَ فِيهِ : فَأَغْرَمَهُ ثُلُثَيْ قِيمَة الْجَارِيَة لِصَاحِبَيْهِ
( حَتَّى بَدَتْ )
: أَيْ ظَهَرَتْ
( أَضْرَاسه )
: الْأَضْرَاس الْأَسْنَان سِوَى الثَّنَايَا الْأَرْبَعَة
( أَوْ )
: لِلشَّكِّ
( نَوَاجِذه )
: هِيَ مِنْ الْأَسْنَان الضَّوَاحِك الَّتِي تَبْدُو عِنْد الضَّحِك وَالْأَكْثَر الْأَشْهَر أَنَّهَا أَقْصَى الْأَسْنَان ، وَالْمُرَاد الْأَوَّل لِأَنَّهُ مَا كَانَ يَبْلُغ بِهِ الضَّحِك حَتَّى يَبْدُو آخِر أَضْرَاسه ، فَوَرَدَ كُلّ ضَحِكه التَّبَسُّم ، وَإِنْ أُرِيدَ بِهَا الْأَوَاخِر لِاشْتِهَارِهَا بِهَا فَوَجْهه أَنْ يُرَاد مُبَالَغَة مِثْله فِي ضَحِكه مِنْ غَيْر أَنْ يُرَاد ظُهُور نَوَاجِذه . كَذَا فِي الْمَجْمَع .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ الْوَلَد لَا يَلْحَق بِأَكْثَر مِنْ أَب وَاحِد ، وَفِيهِ إِثْبَات الْقُرْعَة فِي أَمْر وَإِحْقَاق الْقَارِع . وَلِلْقُرْعَةِ مَوَاضِع غَيْر هَذَا فِي الْعِتْق وَتَسَاوِي الْبَيِّنَتَيْنِ فِي الشَّيْء يَتَدَاعَاهُ اِثْنَانِ فَصَاعِدًا ، وَفِي الْخُرُوج بِالنِّسَاءِ فِي الْأَسْفَار ، وَفِي قَسْم الْمَوَارِيث وَإِفْرَاز الْحِصَص بِهَا ، وَقَدْ قَالَ بِجَمِيعِ وُجُوههَا نَفَر مِنْ الْعُلَمَاء وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ بِهَا فِي بَعْض هَذِهِ الْمَوَاضِع ، وَلَمْ يَقُلْ بِهَا فِي بَعْض . وَمِمَّنْ قَالَ بِظَاهِرِ حَدِيث زَيْد بْن أَرْقَم إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَقَالَ : هُوَ السُّنَّة فِي دَعْوَى الْوَلَد ، وَكَانَ الشَّافِعِيّ يَقُول بِهِ فِي الْقَدِيم . وَقِيلَ لِأَحْمَد فِي حَدِيث زَيْد هَذَا فَقَالَ حَدِيث الْقَافَة أَحَبّ إِلَيَّ . وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضهمْ فِي إِسْنَاد حَدِيث زَيْد بْن أَرْقَم وَقَدْ قِيلَ فِيهِ إِنَّهُ مَنْسُوخ . اِنْتَهَى .@
الصفحة 360